3. فترة شبابه
فالآية توَكد على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لبث في قومه فترةطويلة لم يتلو فيها سورة من القرآن ولا آية من آياته، فكلّ ما أخبر به هو ممّا أوحى
به اللّه تعالى إليه بعد أن بعثه بالرسالة.(1) 3. فترة شبابهكانت آثار الشجاعة والقوة باديةً على جبينه (صلى الله عليه وآله وسلم) منذ
طفولته وصباه، ففي الخامسة عشرة من عمره قيل انّه شارك في حرب الفجّار بين
قريش و هوازن، وهي حرب الفجّار الرابعة التي استمرّت أربع سنوات، كان يناول
فيها أعمامه النبال. وتكشف مشاركته في تلك العمليات العسكرية وهو في تلك
السن، عن شجاعته وقدرته الروحية الكبرى، ولهذا كان المسلمون ـ فيما بعد ـ
يحتمون بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند اشتداد المعركة.وفي مقابل هذا روى الموَرخ اليعقوبي (المتوفّى290هـ) في تاريخه:وقد روي أنّ أبا طالب منع أن يكون فيها أحدٌ من بني هاشم. وقال هذا ظلم
وعدوان وقطيعة واستحلال للشهر الحرام ولا أحضره ولا أحدٌ من أهلي. فأخرج
الزبير بن عبد المطلب متكرهاً وقال عبد اللّه بن جدعان التيمي وحرب ابن أُميّة:
لا نحضر أمراً تغيب عنه بنوهاشم فخرج الزبير.(2)
1 . للتوسع في الموضوع، راجع مفاهيم القرآن للشيخ جعفر السبحاني:3|321.2 . تاريخ اليعقوبي:2|12، طبع النجف.