2. غزوة بني النضير - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

2. غزوة بني النضير

بصورة مفجعة مأساوية.(1) مثلما قامت به جماعة من قبيلة «عضل والقارة» الذين
طلبوا القرّاء من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وغدروا بهم أثناء الطريق إلى
مكان سكنهم. ومن قبلهم طلب أبو براء العامري في شهر صفر من هذه السنة، من
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبعث رجالاً إلى نجد يدعوهم للاِسلام مع
أنّه لم يسلم، فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّي أخشى عليهم أهل
نجد». ولكن أبا براء أعلن عن استعداده لاِجارتهم وضمان أمنهم فقال: أنا لهم جار.
فبعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أربعين رجلاً من أصحابه الخيار من حفظة
القرآن و أحكام الاِسلام بقيادة «المنذر بن عمرو» و معه كتاب إلى «عامر بن
الطفيل» أحد زعماء نجد، الذي قرر الغدر بهم، فقتل رسول المنذر، وطلب من بني
عامر قتل المبلّغين، إلاّ أنّهم رفضوا على أساس أنّ لهم عقداً وجواراً مع أبي براء.
فاستصرخ عليهم قبائل«بني سليم» الذين أجابوه، فأحاطوا بالدعاة وقاتلوهم حتى
قتلوهم عن آخرهم بعد أن قاوموا بقوّة وبسالة عظيمة. وتسمّى هذه الحادثة
بجريمة بئر معونة، التي لم ينسها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان يذكر
شهداءها فترة من الزمان(2) كما أنّ تلك الحادثتان: الرجيع وبئر معونة، تركتا آثاراً
سيئة،وخلفتا موجة من الحزن والاَسى في نفوس المسلمين.

2. غزوة بني النضير

لقد طلب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من يهود بني النضير المساهمة
في دفع دية اثنين قتلا خطأ، بموجب الاتفاقية المعقودة بين الرسول «صلى الله
عليه وآله وسلم» واليهود، والتي تقضي بالتعاون فيما بينهم في تسديد الدية، إلاّ


1 . السيرة النبوية:2|169؛ طبقات ابن سعد:2|55.

2 . السيرة النبوية:2|183؛ إمتاع الاَسماع:1|170.

أنّهم أضمروا له الشر، حينما سار إليهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في
عدد قليل من أصحابه، وقصدوا قتله غدراً، وذلك بإلقاء صخرة عليه من فوق
البيت الذي أستند الرسول ص إلى جداره، ولكنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) علم
بموَامراتهم سواء من تحركاتهم المشبوهة، أو بخبر جاء من السماء، فترك المكان
مسرعاً بالعودة إلى المدينة، دون أن يخبر أصحابه الذين انتظروه طويلاً دون
جدوى. وقد أخبرهم عند عودتهم بالسبب:«همت اليهود بالغدر بي فأخبرني اللّه
بذلك فقمت».(1)

ورداً على الموقف الغادر لليهود، فقد أمر الرسولالمسلمين بالاِعداد
لحربهم، وبعث رسالة إليهم مع «محمّد بن مسلمة» يبلغ فيها سادتهم: «قد نقضتم
العهد الذي جعلت لكم بما هممتم به من الغدر بي. أخرجوا من بلادي، فقد
أجّلتكم عشراً، فمن رُئي بعد ذلك ضربت عنقه».

وكان حكم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا مطابقاً لما جاء في
الميثاق الذي عقد بينهم عند دخوله المدينة: «ألاّ يعينوا على رسول اللّه «صلى الله
عليه وآله وسلم» ولا على أحد أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح في السر
والعلانية، واللّه بذلك عليهم شهيد. فإن فعلوا فرسول اللّه في حلّ من سفك
دمائهم وسبي ذراريهم ونسائهم وأخذ أموالهم». إلاّ أنّالمنافقين برئاسة «عبد اللّه
بن أُبيّ» اتّصلوا ببني النضير يعرضون عليهم المساعدة والتعاون، بعدم تنفيذ أوامر
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخروج من المدينة، ممّا دفعهم إلى اللجوء
إلى حصونهم، والاِعداد للحرب ومقاومة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
حتى لا يسيطر المسلمون على ديارهم وبساتينهم وممتلكاتهم، وأرسل «حيي بن
أخطب» إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّا لا نبرح من دارنا وأموالنا
فاصنع ما أنت صانع؛ فما كان من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّأن خرج
إليهم، بعد أن استخلف على المدينة «ابن أُمّ مكتوم» وسار لمحاصرة بني النضير،


1 . طبقات ابن سعد:2|57؛ إمتاع الاَسماع:1|178.

/ 104