3.غزوة ذات الرقاع
فاستمر الحصار ست ليال على رواية ابن هشام، أو 15 يوماً حسب الرواياتالاَُخرى. وأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بقطع النخيل المحيطة
بحصونهم، وإلقاء النار عليهم، حتى يكرهوا البقاء في تلك الديار بعد إعدام
بساتينهم.فدفعهم ذلك فعلياً إلى الرضوخ لمطالب الرسول «صلى الله عليه وآله
وسلم» بالجلاء عن موطنهم، على أن تحمل إبلهم ما لهم من مال دون أن يأخذوا
السلاح والدروع، فرضى النبي ص بذلك، فخرج جماعة منهم إلى خيبر وأُخرى
إلى الشام. أمّا تقسيم أموالهم فحيث إنّ المسلمين غنموها دون قتال ـ و هو الفيء ـ
فانّه يعود أمره إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة يضعه حيث يشاء
ويصرفه فيما يرى من مصالح الاِسلام، وقد فعل النبي ذلك وقسم المزارع
والبساتين على المهاجرين فقط دون الاَنصار، وذلك لما حرموا من ممتلكاتهم
وثرواتهم في مكة، وقد أيده في ذلك: سعد بن عبادة و سعد بن معاذ.(1)وقد جرت هذه الحادثة في ربيع الاَوّل 4هـ وأوردتها سورة الحشر في
القرآن الكريم.3.غزوة ذات الرقاعجاء الخبر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ قبائل بني محارب و بني
ثعلبة من قبائل غطفان، أعدتا للهجوم على المدينة، فسار إليهم النبي «صلى الله
عليه وآله وسلم» وأدّبهم، دون أن يحدث قتال، وأصاب بعض الغنائم.كما خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوّة بلغت 1500 فرد من
المحاربين قاصداً بدراً لملاقاة أبي سفيان، الذي كان قد قرر في أُحد أن يلتقي بهم
1 . إمتاع الاَسماع: 1|182.