1. معركة موَتة - سیرة المحمدیة نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

1. معركة موَتة

أحداث السنة الثامنة من الهجرة

أحداث السنة الثامنة من الهجرة

1. معركة موَتة

بعد وقوع الاَحداث السابقة، واستقرار الاَمن في الحجاز بين المسلمين
وقريش والاَطراف المعادية الاَُخرى، وضعف نفوذ اليهود وسطوتهم، فكّر النبي
الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في أن يركز في دعوته على سكان مناطق
الحدود عند الشام، فوجه لهذا الغرض «حارث بن عمير الاَزدي» يحمل كتاباً إلى
أمير الغساسنة: الحارث بن أبي شمر الغساني، الذي حكم بصرى، فقبض على
سفير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في موَتة وقتله مخالفاً بذلك كلّ الاَعراف
الدولية التي تقضي باحترام السفراء وحصانتهم، ممّا أغضب
الرسولوالمسلمين،فقرر الاقتصاص من قاتل سفيره.

وبالاِضافة إلى ذلك، فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان قد بعث في
شهر ربيع الاَوّل من هذه السنة 15 رجلاً إلى منطقة ذات أطلاح من أرض الشام
خلف وادي القرى، لدعوة الناس إلى الاِسلام، إلاّ أنّ الاَهالي قتلوهم عن آخرهم
موَثرين عز الشهادة على ذل الاَسر، إلاّجريحاً منهم تمكن من الوصول إلى النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) ليخبره بالحادث.

وقد أثر هذان الحادثان على الوضع السياسي بين الجانبين، فأمر النبيّ
(صلى الله عليه وآله وسلم) بالخروج إلى الجهاد في شهر جمادى، ووجه جيشاً
قوامه 3 آلاف مقاتل لتأديب هوَلاء المخربين والغدرة، وعين القائد عليهم «جعفر
بن أبي طالب» فإن قتل فزيد ابن حارثة، فإن أصيب، فعبد اللّه بن رواحة، فإن
اصيب فليرتضي المسلمون بينهم رجلاً عليهم.

وقد خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه مع جماعة من أصحابه

مشيّعاً لهم وودّعهم قائلاً: «دفع اللّه عنكم وردكم سالمين غانمين صالحين».

ومن الموَكد أنّ القائد الاَوّل لهذا الجيش كان جعفراً ثمّزيداً فعبد اللّه، فلا
مجال لتغيير الوضع الذي ذهب إليه بعض الرواة والمحدّثين، الذين اختلقوا ترتيباً
آخر، بوضع زيد كقائد ثمّ جعفر كمعاون له ثمّ ابن رواحة، إذ أنّ وضع هذا الترتيب
بهذا الشكل أُقرّ لدوافع سياسية وأغراض أُخرى لا مجال لذكرها هنا،وتبعهم في
ذلك كتاب السيرة دون تمحيص وتحقيق.(1)

وفي الشام أعدّ الحاكم الحارث 100 ألف فارس لاِيقاف تقدّم المسلمين،
كما أعدّ القيصر 100 ألف آخرين في البلقاء كقوّة احتياطيّة تتدخل عند اللزوم.(2)

ومن الواضح أنّه لم يكن هناك أيّتكافوَ بين الجيشين الاِسلامي والروماني،
سواء في نوعية المعدات الحربية والاَجهزة القتالية أو وسائل النقل أو عدد الجنود،
والاَرض وساحة المعركة الغريبة عن المسلمين، وقيامهم بدور الهجوم لا الدفاع
الذي اتّخذه الروم ونفذوه في أرضهم وبلادهم.

وقد تواجه الجيشان في منطقة مشارف، ولكن المسلمين تراجعوا نحو
موَتة، فبدأت المبارزات الفردية أوّلاً، فقُتل جعفر بعد مبارزة شجاعة، ثمّ قُتل زيد
بن حارثة، وأيضاً ابن رواحة، فاختار الجنود خالد بن الوليد قائداً، فعمد إلى
استخدام تكتيك عسكري لم يعرف من قبل، إذ أمر بالعسكر أن يحدث بعض
التغييرات في صفوفه بالليل دون صوت، ويذهب عدد منهم إلى مكان بعيد ثمّ
يلتحقوا بالمسلمين عند الصباح مكبرين، فيظن العدو بوصول إمدادات عسكرية
بشرية جديدة إلى جانب المسلمين. ولذا تمكن المسلمون من مواجهتهم


1 . السيرة النبوية:2|380.

2 . المغازي:2|760؛السيرة النبوية:2|375.

/ 104