5. قصة الاِفك - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

5. قصة الاِفك

الذي نصحه بأن يعلن إسلامه، إذ لا مفر من انتشار الاِسلام في بلاده، فاضطر إلى
أن يسلم على يديه، وكتم أمره عن أصحابه.(1)

5. قصة الاِفك

يرى أكثر المحدّثين المفسرين أنّالقصة ترتبط بالسيدة عائشة زوجة
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ويذكرون أحداثاً لا يتلاءم بعضها مع عصمة
الرسول الاَعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ولذا لا يمكن القبول بها (2) بينما
يذهب آخرون إلى المعني فيها هو مارية القبطية زوجة رسول اللّه «صلى الله عليه
وآله وسلم» وأُمّ إبراهيم.

ففي رواية البخاري التي نقلها عن السيدة عائشة، ما يتنافى بقوة مع عصمة
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ،لاَنّها تكشف عن أنّه وقع «صلى الله عليه وآله
وسلم» فريسة بأيدي الشائعات الكاذبة إلى درجة أنّه غيّر سلوكه تجاه السيّدة
عائشة، بعد أن شكّ في عفافها وشاور أصحابه في أمرها.(3) إنّمثل هذا الموقف مع
شخص بريء لا يوجد أي دليل على تهمته، لا يتنافى فقط مع مقام العصمة
النبوية، بل حتى مع مقام الموَمن العادي. كما أنّ الآية 12 و14 من سورة النور
توبخ أُولئك الذين وقعوا فريسة الشائعات و ظنوا السوء، ممّا يعني أنّهذا العتاب
والتوبيخ كان يعم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً لو صحت رواية
البخاري هذه. ولذا فإنّه يُرفض كلّالرواية المذكورة في شأن النزول الذي يتناقض
مع عصمة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .


1 . لاحظ الاِختلاف في الموقف هنا و في أوّل عهد الاِسلام بمكة.

2 . الدر المنثور:5|24.

3 . صحيح البخاري:6|102،تفسير سورة النور.

وأمّا بالنسبة لرواية البخاري الاَُخرى بشأن النزول، والتي ينقلها عن عائشة
ومفادها: أنّه حدث شجار وصدام بين الاَوس والخزرج أمام الرسول «صلى الله
عليه وآله وسلم» حينما كان يخطب على المنبر، فاتّهموا بعضهم بعضاً بسبب
قضية الاِفك، حتى أشار عليهم (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسكوت فهدّأهم
حتى انصرفوا، فهي كذلك لا تتناسب مع أحداث التاريخ الصحيح، إذ أنّ «سعد بن
معاذ» رئيس الاَوس كان قد توفّي قبل حادثة الاِفك، التي جرت وقائعها بعد
أحداث معركة بني قريظة، وقد صرح بذلك البخاري نفسه في صحيحه(1) في باب
معركة الاَحزاب وبني قريظة، فكيف يمكن أن يحضر مجلس النبي «صلى الله عليه
وآله وسلم» ويجادل سعد بن عبادة في قضية الاِفك التي وقعت بعد أحداث بني
قريظة بعدّة شهور؟

ولذا فمن المهم أن نعرف أنّ حزب النفاق حاول أن يزلزل النفوس بإلقاء
التهمة والبهتان إلى إمرأة صالحة ذات مكانة وأهمية في المجتمع الاِسلامي. وقد
فسر قوله تعالى: (الذي تولّى كبره) بأنّ الذي تحمل القسط الاَكبر من هذه العملية
الخبيثة هو: «عبد اللّه بن أُبي» فهو الذي قاد هذه العملية الرخيصة الخطرة، كما
صرحت بذلك السيدة عائشة نفسها.(2) فقد كان «عبد اللّه بن أُبي» يعمل بتجارة
الجواري ويضعهن تحت تصرف الرجال للزنا بهن، فيجني أرباحاً طائلة من وراء
هذه التجارة البغيضة، حتى بعد انتشار الاِسلام في المدينة. ولما كان يكرههن على
البغاء، واشتكت إحدى نسائه من ذلك، فقد نزلت الآية الكريمة تشجب عمله
الدنيء: (وَلا تُكرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلى البِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الحَياةِ


1 . صحيح البخاري:5|113.

2 . السيرة النبوية:2|297، وقد فطن ابن هشام لهذه الناحية فترك ذكر سعد بن معاذ بينما غفل
عنها البخاري في صحيحه.

/ 104