نتائج وآثار معركة بدر - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نتائج وآثار معركة بدر

3. الاَُمور الغيبية ، مثل مساعدة المطر ونزوله في هذه الفترة، ومساعدة
الملائكة، وتثبيت قلوب الموَمنين بواسطة هوَلاء الملائكة، وإلقاء الرعب في
قلوب الكفّار، حيث تشير الآيات القرآنية في سورة الاَنفال وآل عمران إلى كلّ
ذلك.

نتائج وآثار معركة بدر

أعلن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قراراً تاريخياً بعد المعركة خاصاً
بأُسلوب المعاملة مع الاَسرى، وذلك بأنّ من علّم منهم عشرة من الصبيان، الكتابة
والقراءة، كان ذلك فداوَه ويخلى سبيله دون أن يوَخذ منه مال.(1) وإنّ من دفع فدية
قدرها 4000 درهم إلى ألف، خلّى سبيله، و من كان فقيراً لا مال له، أفرج عنه دون
فداء. وإن الباب مفتوح أمامهم للدخول في الاِسلام لينعموا في كنفه مع المسلمين.

ولقد أحدث هذا القرار ردّ فعل كبير لدى عائلات مكة، دفعهم إلى تقديم
الفداء إلى المسلمين لاِطلاق سراحهم. وكان «أبو العاص بن الربيع» من ضمن
الاَسرى، وهو زوج زينب ابنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) التي تزوّجها في
الجاهلية، وثبت على دينه بعد إيمان بنات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلّهم،
فبعثت زينب في فدائه بمال فيه قلادة كانت هدية أُمّها السيدة خديجة«عليها
السلام» لها ليلة زفافها، فلمّا رأى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) القلادة، تذكّر
زوجته الوفية وبكى بشدة، ممّا أثر في المسلمين فأطلقوا سراحه دون أخذ الفدية.
وأخذ (صلى الله عليه وآله وسلم) على أبي العاص الميثاق بأن يخلّي سبيل زينب
ويبعثها إلى المدينة ففعل، مع إعلانه الاِسلام فيما بعد.

ويعتبر تعليم الاَولاد من قبل الاَُسارى المتعلمين، أوّل عملية تعليمية
لمكافحة الاَُمّية، وهي أعظم خطوة حضارية وثقافية.


1 . السيرة الحلبية:2|193.

كما أنّه كان لانتصار المسلمين أثر كبير على المراكز السياسية المتناثرة في
شبه الجزيرة العربية، فكما كان له أثره القوي على قريش وأهلها، فإنّه هدد مراكز
أُخرى في المدينة وخارجها، كاليهود الذين أبدوا تخوفهم من تطور قوّة
المسلمين، وخاصّة يهود بني قينقاع، الذين بدأوا بتدبير الموَامرات،وممارسة
الاَعمال العدوانية ضدّ المسلمين، وإعلان الحرب الباردة بنشر الاَكاذيب وبث
المعلومات المزيفة، وإطلاق الشعارات القبيحة لتحقيرهم وتخريب سمعتهم
وإضعاف معنوياتهم. إلاّ أنّهم بذلك، كانوا قد أعلنوا نقضهم لمعاهدة التعايش
السلمي التي عقدها معهم الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) إبان قدومه
إلى المدينة. وبالرغم من ذلك فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حاول
النصيحة بأن يتعايشوا معهم دون إظهار أيّ عمل تخريبي أو سيّىَ، وذلك لاَنّ النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن يريد أن يرفع السلاح ويحاربهم حتى يحافظ
على الاَمن والاستقرار في يثرب، إذ لم يكن من المصلحة تفجير الموقف في هذه
الفترة الحرجة، إلاّ أنّهم أصروا على موقفهم العدائي، دون أن يقتنعوا بالتغيير أو
التخلّي عن موَامراتهم، ممّا اضطر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى
استخدام السلاح والقوة في الفرصة المناسبة، وقد حدثت تلك المناسبة، عندما
اعتدى يهوديٌ على امرأة عربية في السوق، بإظهار عورتها والضحك عليها، فقتله
رجلٌ مسلمٌ، فاجتمع عليه عددٌ من اليهود فقتلوه، ممّا اعتبر الشرارة الاَُولى في
إعلان الحرب عليهم. فسارعوا إلى حصونهم وقلاعهم خوفاً من هجوم
المسلمين،فحاصرهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة عشرة ليلة،قذف
اللّه في قلوبهم الرعب ففقدوا القدرة على المقاومة، ونزلوا عند حكم النبي «صلى
الله عليه وآله وسلم» وهو الجلاء عن المدينة، على أن يتركوا أسلحتهم وأموالهم
ودروعهم، فخرجوا من المدينة إلى منطقة «أذرعات» في أطراف الشام.(1)


1 . المغازي:1|177؛ طبقات ابن سعد:2|28.

/ 104