2. غزوة ذات السلاسل - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

2. غزوة ذات السلاسل

وقتالهم، وقتل أعداد كبيرة منهم، فهدأت الاَحوال، فرجع الجيش الاِسلامي
مستفيداً من هذا التكتيك ونَجَوا بأنفسهم من خطر فناء ساحق وأكيد.(1)

إلاّ أنّ المسلمين في المدينة رفضوا منطق الانسحاب من المعركة وفضلوا
الاستشهاد في ساحة المعارك على الانسحاب، فهم كانوا يعدون الموت
والشهادة في سبيل اللّه أفضل من الانسحاب.

وقد تأثر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لشهادة جعفر وبكى بشدة، فكان
كلّما تذكر جعفراً وزيداً بكى.(2)

2. غزوة ذات السلاسل

إنّ الاطّلاع المبكر على أسرار العدو العسكرية، ومعرفة حجم طاقاته ومبلغ
استعداداته واكتشاف خططه، يعد من العوامل الجوهرية الموَثرة في الانتصار عليه.
والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أوّل من ابتكر في تاريخ الاِسلام جهازاً
خاصاً بهذا العمل في صورة منظمة، وتبعه الخلفاء من بعده، حين استعانوا
بجواسيس وعيون للعمل في المجالات العسكرية والاِدارية.

واستطاع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة ذات السلاسل أن
يطفىَ نار فتنة باستخدام معلومات دقيقة علمها عن العدو، قبل أن يخسر الكثير
بغير ذلك. فقد علم من عناصر المخابرات الخاصة به (صلى الله عليه وآله وسلم)
أنّ أعداداً كبيرة متحالفة تجمعوا في منطقة وادي اليابس هدفوا إلى التوجّه نحو
المدينة للقضاء على قوّة الاِسلام والمسلمين، وقتل النبي «صلى الله عليه وآله
وسلم» والاِمام علي (عليه السلام) خاصة. فأمر الرسول بنداء «الصلاة جامعة» أي
دعوة الناس إلى الاجتماع به (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال «صلى الله عليه وآله


1 . السيرة النبوية:2|381.

2 . بحار الاَنوار:21|54؛ المغازي:2|766.

وسلم» : «يا أيّها الناس، إنّهذا هو عدو اللّه وعدوكم قد عمل على أن يبيِّتكم فمن
لهم؟».

فخرجت جماعة بقيادة أبي بكر ساروا مسافة حتى واجهوا قبيلة بني سليم
الذين قاوموا القوّة الاِسلامية، فقرر أبو بكر الانسحاب والرجوع من حيث أتى. إلاّ
أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقبل بهذا الوضع، فانزعج لعودة الجيش
بهذه الصورة المهينة، فأمر عمر بن الخطاب بتولّي القيادة، ولكنّه لم يحارب أيضاً
لقوة العدو فانسحب أيضاً إلى المدينة. وطلب عمرو بن العاص من النبي «صلى
الله عليه وآله وسلم» أن يبعثه إلى هوَلاء الاَعداء على أساس أنّه من دهاة العرب،
إلاّ أنّ بني سليم قاتلوه فهزموه وقتلوا عدداً من جماعته، فلم ييأس النبي «صلى الله
عليه وآله وسلم» ونظم جماعة جديدة واختار الاِمام علياً (عليه السلام) قائدها،
فاستعد الاِمام (عليه السلام) وتعصب بعصابة كان يشدها على جبينه في اللحظات
الصعبة، ولبس بردين يمانيين، وحمل رمحاً هندياً، ثمّ توجه نحو الهدف سالكاً
طريقاً غير معروفة ولا مطروقة حتى يعمّي بذلك على العدو، فتمكن من الانتصار
عليهم وذلك للاَسباب التالية:

1. لم يشعر العدو بتحركاته، وذلك لتغييره مسيره، واستخدامه أُسلوب
الكتمان في ذلك ، إذ سار ليلاً وكمن نهاراً واستراح خلاله.

2. كما أنّه فاجأ العدو حين صعد بجنوده إلى قمة الجبال ثمّ انحدر بهم
بسرعة فائقة إلى الوادي مركز إقامة بني سليم، فأحاطوا بهم وهم نيام، وحاصروهم
وأسروا منهم، وفرّ آخرون.

3. ثمّ أنّ شجاعة الاِمام علي (عليه السلام) وبسالته النادرة أرعبت العدو،
وأفقدته القدرة على المواجهة والمقاومة، حيث فرّوا من أمامه تاركين الغنائم
وراءهم.

وبذا فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) استقبله بحفاوة وقال له عندما
نزل من فرسه:«إركب فإنّ اللّه ورسوله راضيان عنك».

/ 104