المهدى (عج) هو الإمام الثانى عشر
قد ورد متواتراً عن النبى (صلى الله عليه وآله): «انّ الأئمة اثنا عشر على عدد نقباء بنى اسرائيل كلهم من قريش» .فقد أخرج الترمذى فى جامعه (ج 4، ص 501) و ابوداود فى سننه (ج 4 ، ص 106) عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لا يزال هذا الدين قائماً ـ او عزيزاً ـ حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش» و فى صحيح البخارى ـ كتاب الاحكام ـ (ج 9، ص 101)، باسناده الى جابر بن سَمُرَة قال: سمعت النبى (صلى الله عليه وآله) يقول: «يكون اثنا عشر اميراً... فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبى: انه قال، كلهم من قريش» .و فى صحيح مسلم ـ كتاب الامارة ـ (ج 6، ص 3) باسناده الى جابر بن سمرة، قال: دخلت مع ابى على النبى (صلى الله عليه وآله) فسمعته يقول: «إنّ هذا الأمر لا ينقضى حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة. ثم تكلم بكلام خَفِى عَلىَّ، فقلت لابى، ما قال؟ قال: قال: كلهم من قريش» .و هكذا رواه احمد فى سنده (ج 5، ص 90 و 92) و (ص 89)، و (ص 94) و (ص 99 و 108) و الترمذى فى صحيحه (ج 2، ص 35) و فى الصواعق المحرقة لابن حجر، (ص 113).و فى المستدرك على الصحيحين (ج 4، ص 501) باسناده الى مسروق بن الأجدع قال: كنا جلوساً ليلة عند عبدالله بن مسعود يقرئنا القرآن، فسأله رجل، فقال: يا اباعبد الرحمن، هل سألتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كم يملك هذه الأمّة من خليفة؟ فقال عبدالله: ما سألنى عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك.قال: سألناه فقال (صلى الله عليه وآله): اثناعشر، عدّة نقباء بنى اسرائيل و رواه احمد فى المسند (ج 1، ص 389 و 406) و مثله المتقى الهندى فى كنز العمال (ج 3، ص 205).ثم، من هؤلاء الأئمة الاثنا عشر، الذين هم خلفاء الرسول مَن بعده؟و للاجابة على هذا السؤال، نجد حديثاً رواه ابو نعيم فى حليته، يوضّح انهم من عترته: روى باسناده الى ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من سرّه ان يحيى حياتى، و يموت مماتى، و يسكن جنّة عدن غرسها ربى، فليوال عليّاً من بعدى و ليوال وليّه، و ليقتد بالأئمّة من بعدى، فإنّهم عترتى، خلقوا من طينتى، رزقوا فهماً و علماً، و ويل للمكذّبين بفضلهم من أمّتى، القاطعين فيهم صلتى، لا أنا لهم الله شفاعتى» قال ابونعيم ـ تعقيباً على ذلك ـ :«فالمحققون بموالاة العترة الطيّبة، هم الذبل الشفاه، المفترشو الجباه، الأذلاّء فى نفوسهم الفُناة، المفارقون لمؤثرى الدنيا من الطغاة، هم الذين خلعوا الراحات، و زهدوا فى لذيد الشهوات، انواع الأطعمه و الوان الأشربه، فدرجوا على منهاج المرسلين و الأولياء من الصّديقين، و رفضوا الزائل الفانى، و رغبوا فى الزائد الباقى، فى جوار المنعم المفضال، و مولى الأيادى و النوال» .و روى باسناده الى مجاهد قال: «شيعة علىّ الحُلَماء العُلَماء الذبل الشفاه الأخيار الذين يعرفون بالرهبانية من اثر العبادة». و عن على بن الحسين (عليهما السلام) قال: «شيعتنا الزبل الشفاه، و الإمام منا من دعا الى طاعة الله». (1) و اذا كانت الأئمة من بعده (صلى الله عليه وآله) من عترته، فهم الأئمة من ولد فاطمة الذين اعترفت الأمة بامامتهم، و علمهم و فضلهم.اولهم بعد الامام اميرالمؤمنين (عليه السلام) الامام الحسن ثم الامام الحسين،ثم على بن الحسين،ثم محمد بن على الباقر،ثم جعفر بن محمد الصادق،ثم موسى بن جعفر
1- حلية الاولياء لابى نعيم الاصبهانى، ج 1، ص 86 (الفيروزابادى، ج 2، ص 26).