المخلّص الدّجّال فى التاريخ اليهودى (بعد الاسلام) - بررسی نظریه های نجات و مبانی مهدویت جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بررسی نظریه های نجات و مبانی مهدویت - جلد 1

پدید آورندگان: ابراهیم آودیچ، مهدی رستم نژاد، حجت کشفی، رینان ارون رونگسای، سیدصاق سیدنژاد، معروف عبدالمجید، سیدمجتبی آقایی، علی اسلامی، محمدهادی معرفت، ابراهیم رمضانیان، محترم شکریان، عباس پسندیده، محمد نقی زاده، محمدهادی یوسفی غروی، سید اصغر جعفری، لیلی حافظیان، محمد مطیع الرحمن، صلاح علی الکامل، غلامحسین احمدی، فرج الله هدایت نیا، محمد مددپور؛ مترجمان: مرصاد حاج آلیچ، محمدعلی سوادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يقول الشاعر في قصيدة له بعنوان «جيئولاه» أي «خلاص»:

مبشّر السلام لم يات لمقدساتي فلماذا لم يأت ابن يسَّى؟


حينئذ تشهد كافة الأمم بالمقدسات هآنذا حقا ارى ابن يسَّى


      و هناك نصوص أخرى مشابهة لشعراء يهود ـ و لاسيما فى العصر الوسيط ـ من أمثال: يهوذا اللاوي، و أبراهام بن عزرا، و عمّا نوئيل بن شلوموه، و إن كانت قد فُسرت في اتجاهات أخرى ربما لا تكون مناسبة تماما لطبيعة و أصول النصوص التوراتية المستقيمة.

و أما الدليل الثالث الذي يمكن أن يعضد استنتاجنا فهو أن «المخلّص» الذي يتحدث عنه «سفر إشعياء» لم يظهر بعد، و لو كان قد ظهر، لما كانت حركة المخلّصين الأدعياء و ظاهرة المسحاء الكذابين.

المخلّص الدّجّال فى التاريخ اليهودى (بعد الاسلام)

فهناك وثائق تاريخية تشير إلى ظهور عدد كبير من أدعياء «المسيحانية» من بين صفوف اليهود، و لا سيما فى العصور الوسطى و ما بعدها. و قد تزامنت هذه الحركة مع بوادر الحملات الصليبية عام 1096 م، فقد ظهر من بين اليهود رجل أسمى نفسه «إيليّا» أو «إلياهو» النبىّ، و ادعى أنه جاء مبشرا بقدوم «المخلّص» و «المسيح» الموعود.

كما ظهر مسيح دجال يهودي آخر أثناء الحملة الصليبية الثانية، و كان ذلك في فلسطين عام 1121 م، و ادعى بأنه «المخلّص» المنتظر، و أنه سيحرر فلسطين.

و من أشهر من ادعوا «المسيحانية» في القرن الثاني عشر الميلادي، و بالتحديد عام 1147 م شخص يهودي يُدعى «داوود بن سليمان»، و يعرف باسم «داوود الرائي»، و كان قد درس «التوراة» و «المدراش» و «المشنا» و «التلمود» على أبرز أساتذة عصره في بغداد، كما أتقن العلوم العربية و الاسلامية التي كانت سائدة في عصره، و أوغل في تعلم التنجيم و السحر، و غيرهما من المعارف السرية، و يقال بأنه كان من كردستان.

و قد بدأ «داوود الرائي» مهمته في ادعاء أنه المخلّص و المسيح المنتظر بدعوة يهود بغداد و المناطق المحيطة بها للذهاب إلى القدس و الاستيلاء عليها. و بعد أن اجتمع حوله العديد من الأتباع و الأنصار فانه كون جيشا من المتطوعين، ثم قرر أن يشن هجو ما حربيا على المسلمين بادئا بالاستيلاء على مدينة (آمد) التي وُلد فيها ـ و هي «ديار بكر» الحالية ـ لكن جيوش المسلمين فتكت به و أحبطت هجومه، فقُتل في المعركة.

كما يتحدث «موسى بن ميمون» في رسالته ليهود اليمن عن ظهور رجل في اليمن عام 1172 م ادعى أنه رسول المسيح المنتظر جاء ليمهد السبيل لقدومه و ظهوره القريب في اليمن.

و المثير في هذه الحادثة هو أن الدجال اليهودي ثم القبض عليه و تقديمه لحاكم اليمن في ذلك الوقت، فلما سأله الحاكم عن علامة و دليل مدّعاه، فانه أجاب قائلا: اقطع رأسي، و سأعود للحياة مرة أخرى، فقال الحاكم، و كان عربيا، لا توجد علامة أفضل من هذه، و أنه إذا صدق كلامه فسوف يقتنع هو و كل العالم بصدق دعوته، و أمر الملك فقطعوا رأسه! و هكذا راح المخلّص الدجال صخية كذبه...!

و من أشهر حركات المخلّصين الكذابين حركة اليهودي الدجال «أبراهام أبوالعافية» في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي. فقد ادعى مجىء الخلاص على يديه، و كتب كتابا أسماه «كتاب المعجزة»، و زعم أنه على دراية بأسرار الأبجدية العبرية و أنها قادته إلى آفاق الرؤيا، و قال: عندما وصلت إلى الأسماء و كُشفت لى أسرار واستار الغموض فيها تجلى لي رب العالمين، و أطلعني على سره، كما أطلعني على نهاية السبي و بداية الخلاص...!

لكن حركته لقيت معارضة كبيرة من قبل ربانيي التلمود، فأنكر «سليمان الدرعي» ادعاءاته، و لقبّه بالوغد، و دعا كافة اليهود إلى تكذيبه.

و هناك حركات أخرى مشابهة ظهرت في فرنسا عام 1087 م، و في قرطبة عام 1117 م، و في مدينة (فاس) بالمغرب عام 1127 م، اشهرها حركة «داوود الرأويني» الذي وُلد في خيبر عام 1490 م و هلك في إسبانيا عام 1525 م، و ادعى أنه سليل النبيّ محمد (صلى الله عليه وآله)، و أطلق الوعود بمكان في الجنة لمن يتبعه من المسلمين، ثم ادعى أنه الوريث الشرعي لعرش مملكة خيبر اليهودية، ثم ذهب إلى البابا كليمنت السابع في روما و عرض عليه خدماته لمحاربة المسلمين و طرد الأتراك من فلسطين.

و لعل أشهر حركات «المخلّص الكذاب» على الاطلاق هي حركة «شبتاى تسيقـ.ـى» الذي ولد في أزمير عام 1626 م، و توفي في ألبانيا عام 1675 م، و هو من أسرة يهودية ألمانية، و قد أعلن في إحدى الولائم أمام جمهور هائل من الحاضرين عن زواجه من التوراة، مدعيا أن هذا الزواج يمثل الاتحاد العضوي بينه، باعتباره المسيح المخلّص، و بين توراة بني إسرائيل. و اختار له ستة عشر رجلا من أتباعه ليكونوا نوابا له في عصر الخلاص. و بعد أن صار له جمهور كبير من اليهود فان «شبتاي تسيقـ.ـى» هذا ما لبث أن أعلن إسلامه أمام السلطان محمد الرابع العثماني ( 1645- 1687 م)، كما أعلن إسلام زوجته، فأسماه السلطان بمحمد أفندى، و أسمى زوجته بفاطمة، و لكن محمد افندى، و قد أتقن العربية و التركية و درس القرآن، كان يصرح امام خواصه بأنه «المخلّص» الذي تحدثت عنه التوراة، و أن إسلامه ليس سوى ستار يختفي وراءه!

و من المعروف أن كافة هذه الحركات قد باءت جميعا بالفشل، كما فشلت مثيلاتها في التاريخ الاسلامي لدى أدعياء «المهدوية» الكاذبة.

«سفر إشعياء» و التحريف

و لكن الملاحظة الأهم في حركة الخلاص الكاذب لدى اليهود، و لا سيما بعد «شبتاى تسيقـ.ـى»، هي التركيز على «سفر إشعياء» و إعادة تفسير بعض فقراته التي تتضمن فكرة الخلاص و تشير إلى أوصاف المخلّص، و من ذلك الفقرة الخامسة من الاصحاح الثالث و الخمسين من سفر إشعياء و التى تقول: «هو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثمنا»    إشعياء، 53/5 ففسروا كلمة مجروح على أنها تعني «مدنّسا». و قالوا بأن هذه الفقرة تشير إلى أن كل الأمم الأخرى هي أمم مدنسة، أما إسرائيل فهي الأمة الوحيدة المقدسة..!

و ليس من المستبعد هنا أن نقول بأن تلك الحركات اليهودية اصطدمت في تلك الأثناء بالتيار الفكرى الاسلامي فيما يتعلق بالموعود المنتظر، فلما اتضح زيفها فانها سعت إلى النيل من نفس الفكرة في التراث و الدين الاسلامي فوسمت «المخلّص» و أمته معا بالتدنيس، و هو ما يكشف عن بعد آخر في تحريف التوراة يتمثل هذه المرة في المعنى و المضمون و التفسير بعد تعسر التحريف اللفظي جراء انتشار حركة الطباعة.

و لا يسعنا أخيرا إلا القول بأن ثمة أفاقا أخرى كان يمكن أن ينفتح عليها هذا البحث لولا ضآلة الفرصة و ضيق الوقت، و هو ما نتركه مُشرعا أمام الباحثين الأعزاء.

تنويه

كما لا يفوتنا التنويه بأن هذا البحث، بما فيه من رؤى و وجهات نظر واستنتاجات، يبقى دائما رهن البحث حتى تخرج شمس الحقيقة من خلف السحاب فتملأ الأرض نورا و إشراقا و قد حملت في عطفيها الحقيقة المطلقة في عصر الظهور الحقيقى و يوم الخلاص المرتقب و فجر الوعد الموعود.

المصادر العربية

1- د. حسن ظاظا، الفكر الديني الاسرائيلي، القاهرة، 1971.

2- سبتينو موسكاتي، الحضارات السامية القديمة، ترجمة د. يعقوب بكر، دار الكتاب العربي، 1968.

3- الأب طانيوس منعم، خطر اليهودية الصهيونية على النصرانية و الاسلام، مؤسسة موتاشا، بيروت.

4- د. عبدالوهاب المسيري، العنصرية الصهيونية، بغداد، 1979.

5- كامل سليمان، يوم الخلاص، بيروت، 1982، الطبعة الرابعة .

6- الكتاب المقدس، القاهرة، 1982.

7- د. محمد بحر عبدالمجيد، اليهودية، القاهرة، 1978.

8- د. منى ناظم، المسيح اليهودي، أبوظبي، 1986.

9- البشارات (نشرة)، العدد الأول، قم، شوال 1419.

10- الاختصاص، ص 208 ; البحا ر، ج 51 ، ص 91 و ينابيع المودة، ج 3، ص 93.

11- بشارة الإسلام، ص 59 و سواها، إلزام الناصب، ص 251- 252; ينابيع المودة، ج 3، ص 166، 109 و مصادر أخرى .

12- عيون أخبار الرضا، ج2 ، ص 60 و منتخب الأثر، ص 143.

13- الحاوى للفتاوى، ج 2، ص 153 و منتخب الأثر، ص 478 .

14- البيان، ص 73 ; الملاحم و الفتن، ص 57 ; بشارة الاسلام، ص 280، 290 و سواها .

15- البحار، ج 51، ص 75 ; الملاحم و الفتن، ص 56 ; الغيبة، ص 114 و غيرها بألفاظ مختلفة.

16- إلزام الناصب ،ص 176 ; البحار، ج 52، ص 224- 225 بألفاظ مختلفة

17- نهج الفصاحة، ج 1، ص 45 .

المصادر الأجنبية

1- دائرة المعارف العبرية، الجزء الأول، آخر الأيام (مقالة).

2- دائرة المعارف المقرائية، المسيح و المسيحانية (مقالة).

3- دائرة المعارف اليهودية، المجلد الخامس.

4- ى. ل. جوردون، تفسير العهد القديم، سفر إشعياء، تل أبيب، 1946.

مجموعه مقالات( 2 )،ج1...،موعود: درآمدى بر يك نظريّه

/ 311