و وحشة الطريق.
فبكى معاوية لعنه اللّه و قال: رحم اللّهأبا الحسن، كان و اللّه كذلك، فكيف حزنكعليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها فيحجرها. و غير ذلك كثير جدّاً.
و أمّا العبادة
فقد كان أعبد الناس، و أكثرهم صلاةً وصوماً، و كان يصلّي في كلّ ليلة ألف ركعة،و منه تَعلّم الناسُ النافلة و الأوراد.و كان يحفظ القرآن و لا حافظ هناك غيره.
و ما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على وردهأنّه يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهريرفيصلّي عليه ورده و السهام تقع بين يديه وعن جانبيه فلا يرتاع لذلك. و بلغ فيالعبادة إلى حيث يؤخذ النُّشاب من جسدهعند الصلاة.
و كان زين العابدين عليه السلام يصلّي فيالليل ألف ركعة، ثمّ يلقي صحيفته و يقول:«أنّى لي بعبادة عليّ» و هو الذي كان يقول:«إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك، و لا طمعاًفي جنّتك، و لكن وجدتك أهلًا للعبادةفعبدتك».
و كانت جبهته كثفنة البعير، لكثرة طولالسجود.
و قيل لعليّ بن الحسين عليهما السلام و هوأعبد العبّاد كيف عبادتك من عبادة عليّ؟فقال: «عبادتي منه كعبادته عليه السلام منرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم».