مقدّمة المؤلّف
(بسم اللّه الرحمن الرحيم و به ثقتي) الحمدللّه الذي اختصّ بالأزليّة و القِدم و (غمرالخلائق بالنعم، و شمل الكائنات باللطفالجميل و الكرم، بعد أن) أبرز نور الممكناتمن ظلمة العدم، و جعل شريعة محمّد صلّىالله عليه وآله وسلّم بين الشرائع كنارٍعلى عَلَم، و فضّله على جميع من تأخّر منالأنبياء أو تقدّم، و أكمل دينه بخلافةابن عمّه سيّد العرب و العجم، و أولادهالقائمين في الإمامة على أرسخ قدم، صلّىالله عليه وآله وسلّم، ما غسق ليل و أظلم،و ما انفجر صبح من الظلام و ضحك أو تبسّم.أمّا بعدُ، فإنّي بعد ما صنّفت رسالةمختصرة لبيان أحكام الشريعة الطاهرةالمطهّرة، يرجع إليها عامّة المكلّفينللتقليد في أُمور الدين، (عزمت) أن أكتبكتاباً حاوياً لفروع المسائل، معلّماًكيفيّة الاستنباط من الشواهد و الدلائللينتفع به المبتدئ و الواسطة و الواصل، ويكون مرجعاً لفحول العلماء، و ميداناًلسباق المحصّلين و الفضلاء.