كان نظريّاً؟! و الأولى في الجواب أنّ هذاالاجتهاد لا يزيد على اجتهاد الدباب التيدحرجوا بها لناقة رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله. و اجتهاد التخلّف عن جيشأُسامة. و اجتهاد أذيّة بنت رسول اللّهصلّى الله عليه وآله
إلى غير ذلك من الكرامات التي نشير إليها.
و إن رجعوا إلى التوبة، فكأن معنى التوبةعقر الجمل! و هزيمة الجند! و موت معاوية! ونحو ذلك.
ثمّ سرى الخلاف إلى فقهاء القوم مع ذريّةرسول اللّه، فكان الرجوع إلى الفقهاءمنهم، و عترة النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم معزولون معتكفون في دورهم، كلّ لهطريق ينفرد به.
فالباقر و الصادق و أولادهما عليهمالسلام و أصحابهم لا يألفون إلى أولئك، ولا هم يألفون إليهم.
فإن صحّ أنّ باب الاجتهاد انسدّ، و اختصّالرجوع بالأربعة، فقد نسبوا العترة التيأُمروا بالتمسّك بها إلى الضلال! و إذا ظهرالبون بين الفريقين، قديما و حديثا، فعلىالعاقل أن يختار إحدى الجادّتين، و لايجمع بين أمرين متضادّين. اللّه أكبر،اللّه أكبر، ما أكثر البقر!