و أمّا حسن الأخلاق و طلاقة الوجه
و هي معروفة فيه، حتّى عابه أعداؤه! و قدقال في ذلك عمرو بن العاص: إنّه ذو دعابةشديدة، و قد أخذها من عمر، حيث قال لعليّعليه السلام: للّه أبوك لولا دعابة فيك.و قال معاوية لقيس بن سعد: رحم اللّهعليّاً كان هشّاشاً، بشّاشاً، ذا فكاهة.فقال قيس: كان رسول اللّه يمزح و يتبسّم معأصحابه، إنّه و اللّه لكان من تلك الفكاهةو الطلاقة أهيب من ذي لبد قد مسّه الطّوى،تلك هيبة التقوى، لا كما يهابك طغاة أهلالشام.
قال ابن أبي الحديد: و قد بقي هذا الخُلُقمتوارثاً في محبّيه إلى الان، كما بقيالجفاء و الخشونة و الوعورة في الجانبالأخر.
و أمّا حاله سلام اللّه عليه في الرأي والتدبير و حسن السياسة فمعلوم لمن تأمّلفي مواقعه و مشاهده، و خصوصاً ما صدر بعداستقامة الأمر له.
و كانت تعظّمه الفلاسفة، و تصوّر ملوكالإفرنج و الروم صورته في بِيَعها و بيوتعباداتها، حاملًا سيفه مشمّراً للحرب، وتصوّرها ملوك الترك و الديلم على أسيافها،و كانت على سيف عضد الدولة بن بويه، و سيفابنه ركن الدولة، و على سيف آلب أرسلان، وسيف ابنه ملك شاه.
و أمّا السخاوة و الجود
فحاله فيه ظاهر، كان يصوم و يطوي و يؤثربزاده.و روى أنّه لم يملك إلا أربعة دراهمفتصدّق بواحدة ليلًا، و بدرهم نهاراً، وبدرهم سرّاً، و بدرهم علانية.