بِظُلْمِهِمْ)(1).
3 ـ (وَ اخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُسَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَافَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُقَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْمِنْ قَبْلُ وَ إِيَّايَ أَتُهْلِكُنَابِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْهِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَامَنْ تَشَاءُ وَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُأَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَ أَنْتَ خَيْرُالْغَافِرِينَ)(2).
ثم إِنّ الكليم طلب منه سبحانه أنْيُحْييَهُمْ حتى يدفع اعتراض قومه عن نفسهإذا رجع إِليهم، فلربما قالوا إِنك لم تكنصادقاً في قولك إن الله يكلمك، ذَهَبْتَبهم فَقَتَلْتَهم، فعند ذلك أَحياهم اللهوبعثهم معه، وإِلى هذا الطلب يشير قولالكليم في الآية الثالثة: (رَبِّ لَوْشِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَالسُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّفِتْنَتُكَ)وعندئذ يطرح السؤال التالي: هليصح أَن ينسب إلى الكليم ـ بعد ما رأى بأُمعينه ما رأى القوم من الصاعقة والدمارإثْر سؤالهم الرؤية ـ أنه قام بالسؤاللنفسه بلا داع وسبب مبرر، أو إنه لم يسألبعد هذه الواقعة إلا
لضرورة أَلجأته إليه؟
والجواب: إنَّ الثاني هو المتعين، وذلكلأنه (عليه السَّلام) عرّف سؤال الرؤيةبأنه فعل السفهاء في قوله: (أَتُهْلِكُنَابِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ)، ومعه كيف يصحله الإِقدام على الطلب بلا مُلزم ومبرر؟وعند ذلك يجب علينا أنْ نقف على العلّةالدافعة إلى السؤال.
الدافع إلى السؤال
إِنَّ قومه بعد الإِحياء طلبوا منه أَنْيسأل الرؤية لنفسه لا لهم حتى تَحِلّرؤيتُه لله مكان رؤيتهم، فيؤمنوا به بعدإخباره بالرؤية، وعندئذ أقْدَم الكليمعلى السؤال تبكيتاً لهؤلاء وإسكاتاً لهموبما أَنه لم يقدم إِلا اثر الإِصرار من
1. سورة النساء: الآية 153.
2. سورة الأعراف: الآية 155.