إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الصّفات السلبيَّة (6) ليست حقيقته معلومة لغيره إن أدوات المعرفة للإِنسان عبارة عنالقوى العقلية الّتي تقوم بالتعرف علىالشيء بالوقوف على حدود وجوده وماهيته.فإذا كان الشيء مركباً من وجود وماهية،فالوقوف على حده تعرُّف على كنهه. فإذاأردنا أن نَعرف الإِنسان لزم إعمال القوىالعقلية حتى نقف على مرتبة وجوده وذاتهوذاتياته الّتي جسّدها عروض الوجود عليهافي الخارج. فيقال إنَّ ماهية الإِنسان هيالحيوان الناطق أي ذلك المفهوم عارياً عنالوجود والعدم، الّذي إذا عرضه الوجود فيالخارج جسّده وحققه. وأَما حقيقة الوجود العارض فلا يمكنللنفس التعرّف عليها، لعدم المسانخة بينأدوات المعرفة والمعرَّف. فإن الإِنسانإِنما يحصّل المعرفة بفكره وذهنهوالمفاهيم الّتي تلقي ضوءاً على الخارج.ومثل ذلك لا يمكن أنْ يتعرف إلاّ على مايسانخه من المفاهيم والماهيات. وأمَّاالوجود المحقق للماهية فسنخه سنخ العينيةوالواقعية والخارجية، فلا يحصّل الإِنسانواقعيته لعدم السنخية بين العاقلوالمعقول. ولأَجل ذلك اتفق أهل المعقول على أَنالإِنسان يعرف ما هية الأَشياء وحدودها لاحقيقة الوجود العارض عليها الّذي ليس لهواقعية إلا العينية