إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل - جلد 2

حسن محمد مکی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الخارجية. فإذا كان هذا حال الوجود العارضللأشياء، فكيف بالتعرف على وجوده سبحانهالّذي هو وجود محض لا حدّ له، وحقيقةخارجية لا ماهية لها. فليس في وسع الإِنسانالّذي تنحصر أدوات معرفته بالذهن والفكروالقوى الموجودة فيهما، أنْ يتعرف علىالحقيقة العينية الخارجية الّتي يمتنعأنْ تنعكس على الذهن وتُتخذ منها صورةمسانخة لعمل الذهن.


وبعبارة أُخرى: لو وقف الإِنسان على مدىقدرته في التعرف على الحقائق وأدواتمعرفته والقوى الموجودة في ذهنه لأذعنأنَّ حقيقته سبحانه أعلى من أَنْ تقع فيإِطار ذهن الإِنسان وفكره. فالذهن يدركالمفاهيم والمعاني والصور الّتي لا عينيةلها إلاَّ بالوجود، والله سبحانه هو نفسالوجود، فكيف يمكن للذهن أَنْ يدرك حقيقةالشيء الّذي ليس بين المدرك والمدرَك أيسنخية. ولأجل ذلك تنحصر معرفة الإِنسانبالله سبحانه بالعناوين والمعرِّفاتالّتي نسمّيها بالأسماء والصفات وهي لاتوقفه على حقيقته تبارك وتعالى، فإنهانوافذ على الغيب يشرف بها الإِنسان البعيدعن ذلك العالم عليه إشرافاً غير كامل، فلاتعدو المعرفة الحاصلة بها عن التعرفبالاسم. يقول ابن أبي الحديد:





  • فِيكَ يا أُعْجُوَبةَ الكَوْ
    أَنْتَ حَيَّرْتَ ذَوي اللُّـ
    كُلَّما قَدَّم فكْري فيـ
    ناكِصاً يَخْبِطُ في
    عَمْياءَ لايُهْدى سَبيلا



  • نِ غَداالفِكْرُ كَليلا
    بِوَبَلْبَلْتَ العُقُولا
    كَ شِبْراًفَرَّ ميلا
    عَمْياءَ لايُهْدى سَبيلا
    عَمْياءَ لايُهْدى سَبيلا



وبذلك يعلم صدق ما ذكرناه عند البحث عنالأَسماء والصفات بأَنَّ الصفات الثبوتيةلا تنحصر بالثمان المعروفة ولا الصفاتالسلبية بما ذكرناه، بل الله جل جلالهموجود تام من جميع الجهات، فكل كمال لا يشذعن حِيطة وجوده، كما أنَّ وجوده مقدس عن كلنقص يُتصور (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِيالْجَلاَلِ وَ الإِكْرَامِ)(1).



1. سورة الرحمن: الآية 78.

/ 400