إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
ما لا حدّ له يكون واحداً لا يقبل التعدد.فقوله سبحانه، وهو الواحد القهار، من قبيلذكر الشيء مع البينة والبرهان. قال العلامة (الطباطبائي): «القرآن ينفيفي تعاليمه الوحدة العددية عن الإِله جلَّذكره، فإِن هذه الوحدة لا تتم إلاّ بتميّزهذا الواحد، من ذلك الواحد، بالمحدوديةالتي تقهره. مثال ذلك ماء الحوض إذافرّغناه في أوان كثيرة يصير ماءُ كلّ إناءماءً واحداً غير الماء الواحد الذي فيالإِناء الآخر، وإِنما صار ماءً واحداًيتميّز عما في الآخر لكون ما في الآخرمسلوباً عنه، غير مجتمع معه، وكذلك هذاالإنسان إنما صار إنساناً واحداً لأنهمسلوب عنه ما للإنسان الآخر، وهذا إنْ دلّفإنما يدل على أنَّ الوحدة العددية إنماتتحقق بالمقهورية والمسلوبية أي قاهريةالحدود، فإذا كان سبحانه قاهراً غير مقهوروغالباً لا يغلبه شيء لم تتصور في حقه وحدةعددية، ولأجل ذلك نرى أنَّهُ سبحانه عندمايصف نفسه بالواحدية يتبعها بصفة القاهريةحتى تكون الثانية دليلا على الأُولى ـ قالسبحانه: (ءاَرْبابٌ مُتَفَرّقُونَ خَيْرٌ أمِاللهُ الوَاحِدُ القَهّارُ)(1)، وقال:(وَمَا مِنْ اِله إلاّ اللّهُ الْواحِدُالقَهَّارُ)(2) وقال: (لَوْ أَرَادَ اللَّهُأنْ يَتّخِذَ وَلَداً لاَصْطَفَى ممايَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَاللَّهُ الوَاحِدُ القَهّارُ)(3). وباختصار: إنَّ كلا من الوحدة العدديةكالفرد الواحد من النوع، أو الوحدةالنوعية كالإنسان الذي هو نوع واحد فيمقابل الأنواع الكثيرة، مقهور بالحد الذييميز الفرد عن الآخر والنوع عن مثله، فإذاكان تعالى لا يقهره شيء وهو القاهر فوق كلشيء فليس بمحدود في شيء، فهو موجود لايشوبه عدم، وحق لا يعرضه بطلان، وحي لايخالطه موت، وعليم لا يدبّ