إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
وهناك صنف آخر، وإن كان أقل من سابقه،مطروح لكل الناس والفيلسوف وغيره فيالتشوق إلى فهمه متساويان ومن هذا القسمفهم القضاء والقدر في الكتاب والسنَّةوموقع الإِنسان بالنسبة إليهما، وهلللإِنسان في مقابل التقدير اختياروحُرية، وأنَّ ما قُدِّر في الأزل،وقُضِيَ به لا يسلب حريّته، أو أنَّالإِنسان بَعْدَ التقدير والقضاء،كالريشة المعلّقة في الهواء تقلبهاالرياح كيفما مالت، وهل الإِنسان على مسرحالحياة مُمَثِّلٌ أو مشاهد. فالمُتَعمقونمن الناس يميلون إلى الأول، والسطحيون إلىالثاني. ولأجل ذلك ترى أن القضاء والقدرلعب دوراً كبيراً في آداب الأمم وأشعارهم،فترى أنَّ كل شاعر وأديب يفسّر القضاءوالقدر على الوجه الّذي يناسب نزعاته أويؤيده بيئته وظروفه الاجتماعية ومن هنانرى تناقضاً واضحاً للغاية بين الأدباءوالكتّاب في تحليل هذا الأصل. إنَّ مسألة التقدير ـ لأجل الخصيصةالماضية ـ قد ابتليت بتفسيرين مختلفين لايجتمعان أبداً، بينهما بُعدالمَشْرِقَين، فالمأثور الصحيح عن النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيتهوبعض الصحابة أنَّه لا صلة بين الإِعتقادبالقضاء والقدر وتبرير المعاصي والمساويعن ذلك الطريق وأنَّ القضاء والقدر ليساسالبين للاختيار بل مؤيدان لحريةالإِنسان في حياته. وفي مقابلهم جماعة سطحيون من الناستَدرعوا بالقضاء والقدر، وأخذوا يبرّرونأفعالهم فيهما وكأنه ليس في الحياة عاملمؤثر سواهما، وأَنَّ الإِنسان في حياتهمشاهد لما خُطّط من قبل وليس ممثلاً لشيءمن الأشياء. ولأجل إيقاف القارئ على موقف كلاالطائفتين، نورد كلماتهم في هذا المجال: موقف النبي وأهل بيته وبعض الصحابة 1 ـ قال النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآلهوسلّم): «سيأتي زمان على أُمتي