إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الله وكلاهما حسنة ولأجل ذلك يقول: (قُلْهَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَىالْحُسْنَيَيْنِ وَ نَحْنُ نَتَرَبَّصُبِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابمِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَافَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْمُتَرَبِّصُونَ) (1). 3 ـ قال سبحانه: (وَ اللهُ خَلَقَكُمْ مِنْتُرَاب ثُمَّ مِنْ نُطْفَة ثُمَّجَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَ مَا تَحْمِلُمِنْ أُنْثَى وَ لاَ تَضَعُ إِلاَّبِعِلْمِهِ وَ مَا يُعَمَّرُ مِنْمُعَمَّر وَ لاَ يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِإِلاَّ فِي كِتَاب إِنَّ ذَلِكَ عَلَىاللهِ يَسِيرٌ)(2). فالآية تنص على سبق علمه سبحانه على تحققالأشياء وتكوّنها وتحددها وتقدرها، وكلما يحف بها من الخصوصيات. 4 ـ قال تعالى: (وَ كُلُّ شَىْء فَعَلُوهُفِي الزُّبُرِ * وَ كُلُّ صَغِير وَ كَبِيرمُسْتَطَرٌ)(3). «الزُّبُر» كتب الأعمال، والمرادبالصغير والكبير، صغيرها وكبيرها والكلمكتوب في كتاب خاص. 5 ـ قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةفِي الأَرْضِ وَ لاَ فِي أَنْفُسِكُمْإِلاَّ فِي كِتَاب مِنْ قَبْلِ أَنْنَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِيَسِيرٌ)(4). المصيبة هي النائبة الّتي تصيب في الأرضكالجدب وعاهة الثمار والزلزلة المخربة،أو الّتي تصيب في الأنفس، كالمرض والجرحوالكسر والقتل، والمراد من الكتاب اللوحالمكتوب فيه ما كان وما يكون وما هو كائنإلى يوم القيامة. وإنما اقتصر على ذكر مايصيب في الأرض أو في الأنفس من المصائبلكون كلامه فيهما، وإلاَّ فالمكتوب لايختص به. وقوله: (إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِيَسِيرٌ) دالٌّ على أنَّ تقدير الحوادثقبل وقوعها والقضاء عليها بقضاء، لا صعوبةفيه.