إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
خفيف المؤونة، بخلاف اتصافها بالوجودفإنه رهن وجود علة حقيقية خارجية. وعلى ضوء هذا البيان يتضح أنه سبحانهمنزَّهٌ عن التحديد والماهية وإلاّ لزمأنْ يحتاج في اتصاف ماهيته بالوجود إلىعلة.(1) و ما هذا شأنه لا يكون واجباً بليكون ممكناً. وهذا يجرّنا إلى القولبأنَّه سبحانه صرف الوجود المنزه عن كل حد. وأما الكبرى فإليك بيانها: إن كل حقيقة من الحقائق إذا تجردت عن أيخليط وصارت صِرفَ الشيء لا يمكن أن تتثنّىوتتعدد، من غير فرق بين أن تكون صِرفَالوجود أو تكون وجوداً مقروناً بالماهيةكالماء والتراب وغيرهما. فإنَّ كل واحدمنها إذا لوحظ بما هو هو عارياً عن كل شيءسواه لا يتكرر ولا يتعد. فالماء بما هوماء، لا يتصور له التعدد إلاّ إذا تعددظرفه أو زمانه أو غير ذلك من عوامل التعددوالتميز. فالماء الصرف والبياض الصرف والسوادالصرف، و كل شيء صرف، في هذا الأمر سواسية.فالتعدد وإلاثنَيْنِيّة رهن اختلاط الشيءمع غيره. وعلى هذا، فإذا كان سبحانه ـ بحكم أنه لاماهية له ـ وجوداً صِرفاً، لا يتطرق إليهالتعدد، لأنه فرع التميز، والتميز فرعوجود غَيْرِيّة فيه، والمفروض خُلُوّه عنكل مغاير سواه، فالوجود المطلق والتحققبلا لون ولا تحديد، والعاري عن كل خصوصيةومغايرة، كلما فرضْتَ له ثانياً يكون