إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
كل واحد منهم إله مستقل بذاته ومالكبانفراده لكامل الأُلوهية، فالأب مالكبانفراده لتمام الألوهية وكاملها، من دوننقصان. والإبن كذلك مالك بانفراده لتمامالأُلوهية، وروح القدس هو أيضاً مالكبانفراده لكمال الأُلوهية، وأنَّالألوهية في كل واحد متحققة بتمامها دوننقصان. هذه العبارات وما يشابهها توحي بأنهميعتبرون مسألة التثليث فوق الاستدلالوالبرهنة العقلية، وأنها بالتالي: «منطقةمحرمة على العقل»، فلا يصل إليها العقلبجناح الاستدلال. بل المستند في ذلك هوالوحي والنقل. ويلاحظ عليه أوّلا: وجود التناقض الواضحفي هذا التوجيه الذي تلوكه أشداق البطاركةومن فوقهم أو دونهم من القسيسين. إذ منجانب يعرّفون كل واحد من الآلهة الثلاثةبأنه متشخص ومتميز عن البقية، وفي الوقتنفسه يعتبرون الجميع واحداً حقيقة لامجازاً. أفيمكن الاعتقاد بشيء يضاد بداهةالعقل، فإنَّ التَمَيّز والتشخص آيةالتعدد، والوحدة الحقيقية آية رفعهما،فكيف يجتمعان؟. وباختصار، إن «البابا» وأنصاره وأعوانهلا مناص أمامهم إلاّ الانسلاك في أحدالصفين التاليين: صف التوحيد وأنّه لا إلهإلاّ إله واحد، فيجب رفض التثليث، أو صَفّالشرك والأَخذ بالتثليث ورفض التوحيد. ولايمكن الجمع بينهما. ثانياً: إنّ عالم ما وراء الطبيعة وإن كانلا يقاس بالأُمور المادية المألوفة، لكنليس معناه أنَّ ذلك العالم فوضوي، وغيرخاضع للمعايير العقلية البحتة، وذلك لأنهناك سلسلة من القضايا العقلية التي لاتقبل النقاش والجدل، وعالم المادة وماوراءه بالنسبة إليها سيان، ومسألة امتناعاجتماع النقيضين وامتناع ارتفاعهماواستحالة الدور والتسلسل وحاجة