إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الممكن إلى العلة، من تلك القواعد العامةالسائدة على عالَمَي المادة والمعنى. فإذا بطلت مسألة التثليث في ضوء العقل فلامجال للاعتقاد بها. وأما الاستدلال عليهامن طريق الأناجيل الرائجة فمردود بأنهاليست كتباً سماوية، بل تدل طريقة كتابتهاعلى أن ألّفت بعد رفع المسيح إلى اللهسبحانه أو بعد صلبه على زعم المسيحيين.والشاهد أنه وردت في آخر الأناجيل الأربعةكيفية صلبه ودفنه ثم عروجه إلى السماء. ثالثاً: إنهم يعرّفون الثالوث المقدسبقولهم: «الطبيعة الإلهية تتألف من ثلاثةأقانيم متساوية الجوهر، أي الأب والابنوروح القدس، والأب هو خالق جميع الكائناتبواسطة الابن، والابن هو الفادي، وروحالقدس هو المطهر. وهذه الأَقانيم الثلاثةمع ذلك، ذات رتبة واحدة وعمل واحد». فنسأل: ما هو مقصودكم من الآلهة الثلاثةفإن لها صورتين لا تناسب أيّة واحدة منهماساحته سبحانه: 1ـ أن يكون لكل واحد من هذه الآلهة الثلاثةوجودٌ مستقلٌ عن الآخر بحيث يظهر كل واحدمنها في تَشَخّص ووجود خاص، ويكون لكلواحد من هذه الأقانيم أصل مستقل وشخصيةخاصة متميزة عما سواها. لكن هذا شبيه الشرك الجاهلي الذي كانسائداً في عصر الجاهلية وقد تجلى فيالنصرانية بصورة التثليث. وقد وافتك أدلةوحدانية الله سبحانه. 2ـ أنْ تكون الأقانيم الثلاثة موجودةبوجود واحد، فيكون الإله هو المركب من هذهالأمور الثلاثة وهذا هو القول بالتركيبوسيوافيك أنه سبحانه بسيط غير مركب. لأنالمركب يحتاج في تحققه إلى أجزائه،والمحتاج ممكن غير واجب.