إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
والترغيب والترهيب، كل ذلك قضاء الله فيأفعالنا وقدره لأعمالنا، وأمَّا غير ذلكفلا تظنه، فإن الظن له محبط للأعمال». فقال الرجل: «فرّجت عني يا أمير المؤمنينفرّج الله عنك» (1). وقد اختار هذا المعنى شيخنا المفيد رحمهالله في (تصحيح الاعتقاد) فقال: «والوجهعندنا في القضاء والقدر بعد الّذي بيّناهأنَّ لله تعالى في خلقه قضاءً وقدراً، وفيأفعالهم أيضاً قضاءً وقدراً معلوماً.ويكون المراد بذلك أنَّه قد قضى فيأفعالهم الحسنة بالأمر بها. وفي أفعالهمالقبيحة بالنهي عنها... وفي أنفسهم بالخلقلها، وفيما فعله فيهم بالإيجاد له، والقدرمنه سبحانه فيما فعله إيقاعه في حقهوموضعه. وفي أفعال عباده ما قضاه فيها منالأمر والنهي والثواب والعقاب، لأن ذلككله واقع موقعه» (2). وقد ذكره المحقق الطوسي رحمه الله وجهاًفي تفسير القضاء والقدر حيث قال: «والقضاءوالقدر، إن أريد بهما خلق الفعل لزمالمحال، أو الإلزام صحَّ في الواجب خاصة،والإعلام صحّ مطلقاً» (3). وأوضحه العلاّمة الحلّي رحمه الله بقوله:«ماذا يُعنى من القول بأن الله قضى أعمالالعباد وقدّرها، فإن أرادوا به الخلقوالإيجاد، فهو باطل لأنَّ الأفعال مستندةإلينا. وإن أرادوا به الإلزام لم يصح إلاَّفي الواجب، وإن عُني به أنَّه تعالىبيّنها وكتبها وأعلم أنَّهم سيفعلونها،فهو صحيح، لأنه تعالى قد كتب ذلك أجمع فياللوح المحفوظ وبيّنه لملائكته، وهذاالمعنى الأخير هو المتعين» (4). نقول: إنَّ القضاء والقدر ممَّا اتفق عليهجميع الملل، لكن القدر لا ينحصر في هذافقط، حسب ما عرفت من الآيات والروايات.وأما اكتفاء