إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فالأفعال المتعددة الواردة في هذه الآيةأعني قوله: «يزجي»، «يؤلف»، «يجعل»،«يخرج»، «ينزل» تكشف عن كونه كل يوم هو فيشأن وأنّ أمر الخلق والإيجاد والتصرف بعدمستمر ولم يفرغ منه سبحانه كما تدعيهاليهود. وقد حكى سبحانه عقيدة اليهود بقوله: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِمَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُمَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَيَشَاءُ)(1). فقول اليهود: (يَدُ اللهِمَغْلُولَةٌ)يعكس عقيدتهم الكلية في حقالله سبحانه، وأنَّه مسلوب الإرادة تجاهكل ما كتب وقدّر وبالنتيجة عدم قدرته علىالإنفاق زيادة على ما قدّر وقضى. فردّ اللهسبحانه عليهم بإبطال تلك العقيدة أوَّلاًبقوله: (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ). وثانياً بقوله: (بَلْ يَدَاهُمَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَيَشَاءُ). ولأجل ذلك فسّر الإمام الصادقالآية المذكورة بقوله: «إنَّ اليهود قالوا: قد فرغ من الأمر فلايزيد ولا ينقص. فقال الله جل جلاله تكذيباًلقولهم: (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوابِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُمَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)(2). إلى هنا تبين أنَّ القول بتغيير المصيربالأعمال الصالحة والطالحة يوافق الكتابوالسُّنة. والقول بأنَّ المقدر لا يتغيروأنَّ الله فرغ من الأمر يوافق قول اليهود. والعجب أنَّ بعض العقائد اليهودية تسربتإلى المجتمعات الإسلامية في بعض الفترات،فهذا عبد الله بن طاهر دعا الحسين بن فضلوقال له: أشكلت علي ثلاث آيات دعوتكلتكشفها لي... قوله تعالى: (كُلَّ يَوْمهُوَ فِي شَأْن) وقد صح أنَّ القلم قد جفَّبما هو كائن إلى يوم القيامة.