إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
مطلقة تعمّ الجميع. و إنَّما الاختلاف فيتفسير هذا الأصل التوحيدي فالأشاعرة بماأنهم أنكروا وجود أي تأثير ظلّي لغيرهسبحانه قالوا بوجود علّة واحدة قائمة مكانجميع العلل و الأسباب (المنتهية إلى اللّهسبحانه في منهج العليّة)، فلا تأثير لأيموجود سوى اللّه سبحانه، فهو الخالقوالموجد لكل شيء، و قد عرفت كلام الإِمامالأشعري عند بيان معتقدات أهل السنَّة،اليك كلامه في (الإِبانة): قال في الباب الثاني: «إِنَّه لا خالقإلاَّ اللّه و إِنَّ أعمال العبد مخلوقةللّه مقدرة كما قال: (و اللّه خَلَقَكُمْوَ مَا تَعْمَلونَ)(1). و إنَّ العباد لايقدرون أن يخلقوا شيئاً و هم يخلقون، كماقال سبحانه: (هَلْ مِنْ خَالِق غَيْرُاللّه)(2)»(3). قال شارح المواقف: «إِنَّ أفعال العبادالاختيارية واقعة بقدرة اللّه سبحانهوحدها و ليس لقدرتهم تأثير فيها، و اللّهسبحانه أجرى عادته بأنَّ يوجد في العبدقدرة و اختياراً. فإذا لم يكن هناك مانعأوجد فيه فعله المقدور مقارناً لهما،فيكون فعل العبد مخلوقاً للّه إبداعاً وإحداثاً، و مكسوباً للعبد و المراد بكسبهإيَّاه مقارنته لقدرته و إرادته من غير أنيكون هناك منه تأثير و مدخل في وجوده سوىكونه محلاًّ له. و هذا مذهب الشيخ أبيالحسن الأشعري»(4). أقول: يقع الكلام في مقامين: الأول: تفسير عموم قدرته تعالى لعامةالكائنات و منها أفعال البشر و أنَّه لاخالق إلا هو. الثاني: تفسير حقيقة الكسب الذي تدرعت بهالأشاعرة في مقابل العدلية.