إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فينسب الفعل الواحد و هو الغلبة في وقتواحد إلى نفسه و رسله. 4 ـ يقول سبحانه: (إِنْ تَنْصُروا اللّهَيَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْأَقْدَامَكُمْ)(1). فيعد نفسه ناصراً و في الوقت نفسه يعدالمؤمنين ناصرين أيضاً. 5 ـ يقول سبحانه: (و إذ تَخْلُقُ مِنَالطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِبِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فيها فَتَكُونُطَيْراً بِإِذْنِي وَ تُبْرِئَالأَكْمَهَ وَ الأَبْرَصَ بِإِذْنِي وإذْ تُخْرِجُ المَوْتى بِإِذْنِي)(2). ترىأنَّه سبحانه ينسب أمر الخلق إلى رسولهبصراحة، حتى أنَّ الرسول يصف نفسه به ويقول (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَالطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ)(3). و معذلك أنَّ القرآن الكريم يخصّ الخالقيةباللّه سبحانه في كثير من الآيات التيتعرفت عليها، و لا يحصل الجمع بين هذهالآيات إلاَّ بالقول بأنَّ الخالقيةالنابعة من الذات غير المعتمدة على شيءتختص به سبحانه، و مثله سائر الأفعال منالرزق و الزرع و الغلبة و النصرة، فالكلبالمعنى السابق مختص به سبحانه لا يعدوه،لأنها من خصائص الواجب و لا يتصف بهاالممكن. و أَمَّا الفعل المعتمد علىالواجب المستمد منه فهو من شأن العبد يقومبه بإقدار منه سبحانه و إذن. و لأجل ذلكيكرر سبحانه لفظة «بإذني» أو «بإذن اللّه»في الآيات المتقدمة و هذا واضح لمن عرفالفباء القرآن. و الأشعري و من تبعه قصرواالنظر على قسم واحد، و غفلوا عن القسمالآخر، و لا يقف على ذلك إلاَّ من فسّرالآيات تفسيراً موضوعياً(4).