إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل - جلد 2

حسن محمد مکی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إرادته سبحانه لأفعال الإِنسان، أو أنَّأفعاله خارجة عن إطار الإِرادة الإِلهية.فالمعتزلة على الثاني ـ حفظاً لاختيارالإِنسان و تجنباً عن القول بالجبر ـ والأشاعرة على الأول لكن بالالتزام بتعلقإرادته سبحانه على أفعال البشر من غيرواسطة كما هو الحال في غير الأفعال.

و أمَّا الإِمامية فقد اختلفت آراؤهم،فيظهر من الشيخ الصدوق سعة إرادته سبحانهلأفعال العباد، لكن بوجه مجمل لا يعلم كنهمراده منه. و ذهب الشيخ المفيد إلى خلافه وقال: «إنَّ اللّه تعالى لا يريد إلاّ ماحسن من الأفعال و لا يشاء إلا الجميل منالأعمال و لا يريد القبائح و لا يشاءالفواحش، تعالى الله عمَّا يقول المبطلونعلواً كبيراً. قال اللّه تعالى: (و ما اللّهيُريدُ ظُلْماً لِلعباد) و قال: (يُريدُاللّه بِكُمُ اليُسْرَ و لا يُريد بِكُمُالعُسْرَ)...» إلى أن قال: «فلو كان سبحانهمريداً لمعاصيهم لنافى ذلك التخفيف واليُسْر لهم، فكتاب اللّه شاهد على ضد ماذهب إليه الضالون المفترون على اللّهالكذب»(1).

و قد صارت هذه المسألة مائزة بين الأشاعرةو المعتزلة و اتَّخذ كل من الفريقين نتيجةرأيه شعاراً لمنهجه. و لأجل ذلك لما دخلالقاضي عبدالجبار المعتزلي (ت 1415 هـ) دارالصاحب بن عباد فرأى فيه أبا إسحاقالإسفرائيني الأشعري (ت 413 هـ)، قال القاضي:«سبحان من تنزَّه عن الفحشاء» (يريد بذلكأنَّ القول بسعة إرادته لأفعال الإِنسانيستلزم أنَّه أراد الفحشاء). فأجابه أبوإسحاق بقوله: «سبحان من لا يجري في ملكهإلاَّ ما يشاء» (مريداً بذلك أنَّ القولبوقوع أفعال العباد بلا مشيئة منه سبحانهيستلزم القول بوجود أشياء في سلطانه ومملكته خارجة عن مشيئته)(2).

و على كل تقدير، فالحق تعلُّق إرادته بكلما يوجد في الكون من دون فرق بين فعلالإِنسان و غيره، و لا يقع في ملكه إِلاَّما يشاء ولكن لا على

1- تصحيح الاعتقاد، ص 16 بتلخيص.

2- شرح المقاصد، ج 2، ص 145.

/ 400