إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
(قُلْ هُوَ الله أحَدٌ)(1) فهو يقصد ردّالتثليث التركيبي الذي تتبنّاه النصارىأو ما يماثل ذلك التركيب. والدليل على ذلك هو أنَّه لو كان المقصودمن توصيفه بـ «أحد» غير البساطة للزمالتّكرار بلا جهة لتعقيبه ذلك بقوله فيذيل السورة: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواًأَحَدٌ) فصدر السورة ناظر إلى التوحيدبمعنى البساطة، كما أنَّ ذيلها ناظر إلىالتوحيد بمعنى نفي الشيء والنظير له،ويتضح ذلك إذا وقفنا على أن السورة برمتهانزلت في رد عقائد المسيحيين، وإن لم يردذكرهم بالاسم. وبذلك تقف على قيمة كلمة قالها الإمامالطاهر علي بن الحسين السجاد (عليهالسَّلام): «إنَّ الله عَزّ وجلّ عَلِمَأنه يكون في آخر الزمان أقوامٌمُتَعَمِّقون، فأنزل الله عز وجل (قُلْهُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللهالصَّمَدُ)والآيات من سورة الحديد... إلىقوله: (وَهُوَ عَلِيْمٌ بِذَاتِالصُّدُور)، فمن رام ما وراء هنالك هلك».(2) وهناك حديث بديع عن أميرالمومنين (عليهالسَّلام) يشير فيه إلى كلا التوحيدين أيكونه واحداً لا مثيل له، وواحداً لا جزءله، قال (عليه السَّلام): «وَأَمَّاالوَجْهانِ اللّذانِ يَثْبُتانِ فِيهِفَقَوْلُ القائِل: 1ـ هُوَ وَاحِدٌ لَيْسَ لَهُ في الأشياءشَبَهٌ. 2ـ إِنَّهُ عَزَّ وجَلَّ أَحَدِيُّالمَعْنى: لا يَنْقَسِمُ في وُجود ولاعَقْل ولا وَهَم».(3)