إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
البعض الآخر(1). و لا يخفى أنَّ امتناع التَّرَجُّح من غيرمرجح (كامتناع تحقق الممكن بلا علّة) وامتناع التَّرْجِيح بلا مرجح من باب واحد،و القول بالامتناع في الأول يستلزمالامتناع في الثاني. و ذاك لأن أصل الفعلكما لا يتحقق بلا علة، فكذلك الخصوصيات لاتتحقق إلاَّ معها، فالجائع بالنسبة إلىالرغيفين و الهارب بالنسبة إلى الطريقينكذلك، فكما أنَّ صدور أصل الأكل و الهربيحتاج إلى علّة، لامتناع وجود الممكن بلاسبب، كذلك تخصيص أحد الرغيفين بالأكل وترك الآخر، بما أنَّه أمر وجودي يحتاج إلىعلّة. والقول بأنَّ وجود أصل الفعل يتوقفعلى علّة دون خصوصياته، يرجع إلى القولبوجود الممكن ـ و لو في بعض مراتبه ـ وتحققه بلا علّة. و لأجل ذلك يقول المحققونإنَّ مآل تجويز الترجيح بلا مرجح إلىتجويز التّرَجُّح بلا مرجح. فلازم هذاالجواب أنَّ الخصوصية لا تطلب العلّة، وهذا انخرام للقاعدة العقلية، من حاجةالممكن إلى علّة. و أمَّا التمثيل برغيفي الجائع و طريقيالهارب، فلا شك أنَّ للفعل و الخصوصيةهناك مرجح و هو أنَّ الإِنسان العادي يجدفي نفسه ميلا إلى جانب اليمين من كل منالرغيف و الطريق، فالميل الطبيعي يكونمرجحاً لانصراف الإِرادة إليه دون طرفاليسار. نعم ربما ينعكس لأجل طوارئ فيالواقعة تلتفت إليها النفس فتختار ما فيجانب اليسار(2).