إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فيكون اختياره عن سبب اقتضاه و محدث أحدثهفإمَّا أن يكون هو أوغيره، فإن كان هونفسه، فإمَّا أن يكون إيجاده للاختياربالاختيار، و هذا يتسلسل إلى غير النهاية،أو يكون وجوداً لاختيار فيه لا بالاختيارفيكون مجبوراً على ذلك الاختيار من غيره،و ينتهي إلى الأسباب الخارجة عنه التيليست باختياره»(1). و أنت ترى أنَّ هذا البرهان لو صحّ لكانالمادي و الإِلهي متساويين بالنسبة إليه.و حاصل هذا البرهان أنَّ الإِرادة تعرضللنفس في ظل عوامل داخلية و خارجية فيكوناجتماع تلك العوامل موجباً لظهورها علىلوح النفس. و لأجل ذلك تتصف الإِرادةبالجبر لكون وجودها معلولا لتلك العواملالنفسانية و غيرها. فالفعل الإِختياريينتهي إلى الإِرادة و هي تنتهي إلىمقدماتها من التصور و التصديق و الميلالنفساني المنتهية إلى أشياء خارجة عن ذاتالمريد، نعم الإِلهي يرجع هذه المقدماتالنفسانية أو الخارجية، بعد سلسلةالأسباب و المسببات إلى اللّه سبحانه، والمادي يرجعها إلى العوامل الموجودة فيعالم المادية و لذلك ذكرنا هذا البرهان فيفصل الجبر الفلسفي لا في الأشعري الذيينسب الأشياء إلى اللّه سبحانه مباشرة، ولا في فصل الجبر المادي الذي لا يرى علّةللجبر إلاَّ العوامل المادى، بل ذكرناه فيهذا الفصل الذي يمكن أن يكون مختاراًللإِلهي كما يمكن أن يكون مختاراً للمادي. أقول: إنَّ هذا الإِشكال هو من أهمالإِشكالات في هذا الباب، و ربما نرى أنّبعض الماديين لجأوا إلى تنمية هذا الإشكالبشكل يناسب أبحاثهم، و يصرون على أنَّالإِرادة في الإِنسان تحصل باجتماع معداتو شرائط و مقدمات و بواعث يكون الإِنسانمقهوراً في إرادته، و إن كان يتصور