إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل - جلد 2

حسن محمد مکی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحدوث دون البقاء، يشبه القول بأنَّ بعضأبعاد الجسم بحاجة إلى العلة دون الأبعادالأخرى. فإنَّ لكل جسم بعدين، بعداًمكانياً و بعداً زمانياً، فامتداد الجسمفي أبعاده الثلاثة، يشكل بعده المكاني.كما أنَّ بقاءه في عمود الزمان يشكل بعدهالزماني. فالجسم باعتبار أبعاضه، ذو أبعادمكانية، و باعتبار استمرار وجوده مدىالساعات و الأيام ذو أبعاد زمانية. فكماأنَّ حاجة الجسم إلى العلّة لا تختص ببعضأجزائه و أبعاضه بل الجسم في كل بعد منالأبعاد المكانية محتاج إلى العلّة، فكذاهو محتاج إليها في جميع أبعاده الزمانية،حدوثاً و بقاء من غير فرق بين آن الحدوث وآن البقاء و الآنات المتتالية. فالتفريقبين الحدوث و البقاء يشبه القول باستغناءالجسم في بعض أبعاضه عن العلّة. فالبعدالزماني و المكاني وجهان لعملة واحدة، وبعدان لشيء واحد فلا يمكن التفكيك بينهما.

و تظهر حقيقة هذا الوجه إذا وقفنا علىأنَّ العالم في ظل الحركة الجوهرية، فيتبدل مستمر، و تغيير دائم نافذين في جوهرالأشياء و طبيعة العالم المادي، فذواتالأشياء في تجدد دائم و اندثار متواصل. والعالم حسب هذه النظرية أشبه بنهر جارتنعكس فيه صورة القمر، فالناظر الساذجيتصور أنَّ هناك صورة منعكسة على الماء وهي باقية ثابتة و الناظر الدقيق على أنَّالصور تتبدل حسب جريان الماء و سيلانه،فهناك صور مستمرة.

و على ضوء هذه النظرية: العالم الماديأشبه بعين نابعة من دون توقف حتى لحظةواحدة. فإذا كان هذا حال العالم المادي،فكيف يصح لعاقل أن يقول: إنَّ العالم و منهالإِنسان إنما يحتاج إلى العلّة في حدوثهدون بقائه، مع أنَّه ليس هنا أي بقاء وثبات بل العالم في حدوث بعد حدوث و زوالبعد زوال، على وجه الإتصال و الإِستمراربحيث يحسبه الساذج بقاءً، و هو في حالالزوال و التبدل و السيلان: (وَ تَرىالجِبالَ تَحْسَبُها جَامِدَةً و هيتَمُرّ مَرَّ السَّحَابِ)(1).

1- سورة النمل: الآية 88. البحث عن الحركةالجوهرية طويل الذيل و قد أشبع الأستاذالكلام فيها في بعض محاضراته. لاحظ كتاب«اللّه خالق الكون» ص 525 ـ 555 تجد فيه بغيتك.

/ 400