إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
مورد الآية، و كثرة الثمار و شمول الخصبكما في مورد الفراعنة، و السيئة بقول مطلقكالهزيمة في مورد البحث و نقص الثمرات وعموم الجدب في مورد الفراعنة، كلها مناللّه سبحانه، إذ لا مؤثر في الوجود إلاَّهو، و لا خالق غيره، فما يصيب الإِنسان ممايستحسنه طبعه، أو يسوؤه كله من اللّهتعالى، فهو خالق الأكوان و الحوادث، وإنَّ سلسلة الوجود تنتهي إليه سبحانه. وبذلك يعلم أنَّ المراد من الحسنة و السيئةنظير هذه الأُمور لا الأفعال الإِختياريةالتي يقوم بها الإِنسان في حياته فالآياتالواردة في هذا المجال منصرفة عنه، فمقتضىالتوحيد الأفعالي نسبة الكلّ إلى اللّهسبحانه. هذا هو وجه القضاء الأول. و أمَّا الآية الثانية التي تفكك بينالحسنة و السيئة، فتنسب الأُولى إلى اللّهو السيئة إلى الإِنسان فإنما هي ناظرة إلىمناشئهما و مبادئهما، فلا شك أنَّالإِنسان لا يستحق بذاته شيئاً من النعمالتي أنعمها اللّه عليه، و أنَّ كل النعم والحسنات تصيبه تفضلا من اللّه سبحانه وكرامة منه، ولأجل ذلك قال سبحانه: (مَاأصَابَكَ مِنْ حَسَنة فَمِنَ اللّه) والخطاب و إن كان للنبي، ولكنه من قبيلالخطابات القرآنية التي يخاطب بها النبي ويقصد منها كل الناس; قال سبحانه: (لَئِنْأَشْركْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرينَ)(1). ومنهنا يركز القرآن على أنَّ مبدأ الحسنة هواللّه سبحانه. و أمَّا السيئة فهي و إن كانت من عند اللّهولكن لو استقرأ الإِنسان مناشئ الهزائم والإِنكسارات أو البلايا و النوازل يجد أنالمجتمع الإِنساني هو المنشأ لنزولها، وأخذهم بها. قال سبحانه: (وَ لَوْ أنَّأَهْلَ القُرى آمَنُوا واتَّقوْالَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكات مِنَالسَّماءِ وَ الأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوافَأَخَذْناهُمْ بِما كَانُوايَكْسِبُونَ)(2). و قد تقدم في البحث عندالبداء ما يفيدك في المقام.