إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
وخالقين بأمره وهذا ما يعبّر عنه في مصطلحالمتكلمين بالثنوية سواء أكان الشريكواحداً أو أكثر فهذه اللفظة رمز لمن يرفضالتوحيد في الخالقية من غير فوق بين أنيعتقد باثنين أو بأكثر ولأجل لك يدخل تحتهذا العنوان كثير من الفرق التي لا تعتقدبانحصار الخالقية في الله سبحانه منها: 1ـ المفوّضة: وهم الذين يعتقدون بتفويضأفعال البشر إلى أنفسهم، فهم مستقلون فيخلق الأفعال وإيجادها ولا صلة لها بخالقالبشر. وقد رُميت المعتزلة من المسلمينبهذه العقيدة، وهؤلاء لأجل التحفظ علىعدله سبحانه وقسطه بين عباده التجأواإليها زاعمين أن القول بعدم صلة أفعالالبشر بخالقهم ينفعهم في القول بالعدل،ويكون البشر نفسه مسؤولا عن فعله وعمله.غير أن النسبة لو تحققت يكون هذا العملكالفرار من المطر إلى تحت الميزاب فإنهموإن توفقوا في مجال توصيف الرب بالعدل،غير أنهم فشلوا في مجال التوحيد فجعلواالإِنسان خالقاً في مقابل خالقه العظيم،فما قيمة توصيفه بالعدل إذا كان مستلزماًللانسلاك في عداد المشركين؟ ولأجل ذلك ذهبت الأَشاعرة إلى أنَّ أفعالالإِنسان أفعال لِلَّه سبحانه مباشرةوبلا سبب كما ذهبت الإِمامية من العدليةإلى أنَّ أفعاله فعل للّه سبحانه وفيالوقت نفسه فعل للبشر والنسبة إليهمامختلفة فأحد الفاعليين خالق بالتسبيبوالآخر خالق بالمباشرة على النحو الذيوقفت على بيانه. 2ـ الزرادشتية: وهم القائلون بأنَّ فيعالم الكون أُموراً توصف بالخير والبركةكما أنَّ هناك أموراً توصف بالشروروالبلايا فلا يصح إسناد كلا الصنفين منالأَفعال إلى الخالق الحكيم فيجبالاعتقاد بأنَّ خالق الخير غير خالق الشر.وقد اخترعوا عقيدة خيالية وهي: إنَّ خالقالخير موجود يدعى بـ «يزدان» كما إِنَّخالق الشر موجود يدعى بـ «أَهريمن» وكلاالخالقين مخلوق لله سبحانه وبهذه الفرضيةالخيالية، تمكنوا من إِقناع أنفسهم بحلّمشكلة الشرور والبلايا في صفحة الوجود.