إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الشورى في البلاد الإسلامية، فليست لهاوظيفة سوى التخطيط لإِعطاء البرامجللمسؤولين في الحكومات في ضوء القوانينالإِلهية لتنفيذها. والتخطيط غير التقنينكما هو واضح. وعلى ذلك فهناك مُقَنّن وَمَشَرّع وهوالله سبحانه، كما أنَّ هناك مُبَيّن وكاشفعن القوانين وهو الفقيه، وهناك جماعةالخبراء الواقفون على المصالح والمفاسدوشأنهم التخطيط والبرمجة في مجالاتالزراعة والتنمية والاقتصاد والصناعةوغير ذلك ممَّا لا تتم الحياة في هذهالعصور إلاّ به وهم نواب الأُمة ووكلاؤهمفي تلك المجالس. ثم إنَّ هناك آيات في الذكر الحكيم تدلبوضوح على اختصاص التشريع بالله سبحانه،نذكر بعضاً منها: قال سبحانه: (وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَاأَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُالْكَافِرُونَ)(1). وقال سبحانه: (وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْبِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُالظَّالِمُونَ)(2). وقال سبحانه: (وَ لْيَحْكُمْ أَهْلُالإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِوَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَاللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)(3). فهذه المقاطع الثلاثة تعرب عن انحصار حقالتقنين بالله سبحانه وذلك لأنه يصف كل منحكم بغير ما أنزل الله تارة بالكفر وأُخرىبالظلم وثالثة بالفسق، فهم كافرون لأنهميخالفون التشريع الإِلهي بالرّدِوالإِنكار والجحود، وظالمون لأنهميسلّمون حق التقنين الّذي هو مختص باللهسبحانه إلى غيره، وفاسقون لأنهم خرجوابهذا الفعل عن طاعة الله تعالى.