إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الأول: إن العرب الجاهليين الذين نزلالقرآن في أوساطهم وبيئاتهم، بل كلالوثنيين وعبدة الشمس والكواكب والجن،كانوا يعتقدون بألُوهية معبوداتهم،ويتخذونها آلهة صغيرة، وفوقها الإِلهالكبير الّذي نسميه بـ«الله» سبحانهوتعالى. الثاني: إنَّ العبادة عبارة عن القول أوالعمل الناشئين من الاعتقاد بألوهيةالمعبود، وأَنَّه ما لم ينشأ الفعل أوالقول من هذا الاعتقاد، فلا يكون الخضوعأو التعظيم والتكريم عبادة. أما الأمر الأول فيدل عليه آيات كثيرةنشير إلى بعضها، يقول سبحانه: (الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِإِلَهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)(1). (وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةًلِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً)(2). (أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَاللهِ آلِهَةً أُخْرى)(3). (وَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِآزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً)(4). فهذه الآيات تشهد على أنَّ دعوة المشركينكانت مصحوبة بالاعتقاد بألوهية أصنامهموقد فسّر الشرك في بعض الآيات بـ«اتخاذالإِله مع الله»، وذلك في قوله سبحانه: (وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ *إِنَّاكَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ *الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِإِلَهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)(5).