إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
ولا شك أنْ ليس المقصود بالمالكية، مطلقالمالكية، فالاعتقاد بالمالكيةالقانونية والاعتبارية لا يكون أبداًموجباً لصيرورة الخضوع عبادة. والبشر فيعصور «العبوديات الفردية» بالأمس،و«العبودية الجماعية» في الحاضر، لايعدون امتثالهم لأوامر أسيادهم عبادة.وإنما المقصود من المملوكية هنا، القائمةعلى أساس الخلق والتكوين والتسلّط على شأنمن شؤون التكوين. فالمالكيات الحقيقية لهامناشئ مختلفة وهاك بيانها: 1 ـ قد يوصف بالمالكية لكونه خالقاً، ومنهنا يكون الله سبحانه مالكاً حقيقياًللبشر لأنه خالقه وموجوده من العدم. ولهذانجد القرآن الكريم يعتبر جميع الموجوداتالشاعرة عبيداً لله، ويصفهم تعالى بأنهمالكهم الحقيقي وذلك لأنه خلقهم، إذ يقولسبحانه: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّموَاتِوَ الأَرْضِ إِلاَّ آتِى الرَّحْمَنِعَبْداً)(1). ولأجل ذلك أيضاً نجده سبحانه يأمرهمبعبادة نفسه معللاً بأنه هو ربّهم الّذيخلقهم دون سواه، إذ يقول: (يَا أَيُّهَاالنَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِيخَلَقَكُمْ وَ الَّذِينَ مِنْقَبْلِكُمْ)(2) ويقول جل شأنه: (ذَلِكُمُاللهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَخَالِقُ كُلِّ شَىْء فَاعْبُدُوهُ)(3). 2 ـ ويوصَف بالمالكية لكونه رازقاًومحيياً ومميتاً، ولذلك يحس كل إنسان سليمالفطرة بمملوكيته لله تعالى، لأنَّهسبحانه مالك حياته ومماته ورزقه. ومن هنايلفت القرآن نظر البشر إلى مالكية اللهتعالى لرزق الإِنسان وأنه تعالى هو الّذييميته وهو الّذي يحييه، ليلفته من خلالذلك إلى أنَّ الله هو الّذي يستحق العبادةفحسب، إذ يقول عزّ من قائل: (اللهُ الذِيخَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّيُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ)(4). ويقولسبحانه: (هَلْ لَكُمْ مِمَّا