وأمّا ما حكاه من قول بعضهم: إنّ المراد به هو الله سبحانه(1)، فغير متّجه ; لأنّ ظاهر العطف التعدّد، مع أنّه يبعد التعبير عن الله سبحانه بـ (مَن عندَه عِلمُ الكـتاب)، ولا سيّما مع عطفه على لفظ الجـلالة، فإنّـه لا يحسـن أو لا يصحّ عطف الصفة على الموصوف. ولا إشكال بدلالة الآية الكريمة على إمامة أمير المؤمنين ; لاقتضائها فضله الظاهر على غيره، وعصمته ; لجعل الله سبحانه شهادته كافية في ثبوت نبوّة نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم)، من حيث ظهور فضله ومعرفته وفهمه وكماله وعصمته، واجتـنابه الكذب والنقائص، حتّى عدّت شهادته بِقَرْنِ(2) شهادة الله تعالى، فلا بُـدّ أن يكون هو الإمام، ولا سـيّما أنّ عنده عِلمَ الكتاب. (1) تقـدّم تخريجـه في الصفحة 116 هـ 3. (2) الـقَـرْنُ: لِدَةُ الرَّجُلِ، ومِثلُه في السِّـنِّ، ويقال: هو على قَـرْني، أي على سِـنّي وعُمْري، كالقَرِين، فهما إذاً متّحدان ; انظر: تاج العروس 18 / 443 مادّة " قرن ". والمعنى هنا على المجاز: إنّ شهادة الإمام عليّ (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هي بدرجة شهادة الله تعالى له، ومساوقة لها في الأثر.