ويؤيّد هذه الأخبار ما سيأتي في أوّل الأخبار من السُـنّة، من أنّ نور محمّـد وعليّ خُلِقَ قبل خَلْقِ آدم، ثمّ أُودع في صلبه. وعلى ذلك: فحاصل معنى الآية الكريمة، أنّه سبحانه خلق بشراً من الماء، أي ما صار ماءً، وكان نوراً مودَعاً في صلب آدم، فجعل البشر نسباً، وهو: محمّـد ; لأنّه نسب لفاطمة والحسـنين، وجعله صهراً، وهو: عليّ. وحينئذ، فدلالة الآية الشريفة على إمامة أمير المؤمنين ظاهرة ; لأنّ اتّحاد نورهما الذي سبق آدم دليلٌ على امتياز عليّ بالفضل حتّى على الأنبياء، ومن كان كذلك يتعيّن للإمامة، لا سيّما وفي بعض أخبار النور الآتية أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " فأخرَجني نبيّـاً، وأخرج عليّـاً وصيّـاً "(1). وفي بعضـها: " فـفيَّ النبـوّة، وفي عليّ الإمامـة "(2). ولو سُلّم أنّ المرادَ بالماء في الآية غيرُ النور، فلا ريب أنّ جَعْلَ الآية الشريفة محمّـداً وعليّـاً خاصّة بشراً واحداً، بأيّ جهة من جهات الوحدة، منقسماً في الخارج إلى نسـب وصهر، دليـلُ على فضل عليّ، وأنّه نفس النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ونظيره، فيكون أفضل الخلق وأحقّهم بالإمامـة(3). (1) مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 121 ـ 122 ذ ح 132. (2) مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: ذ ح 130 وفيه: " الخلافة " بدل " الإمامة " ; وانظر: ينابيع المودّة 1 / 47 ذ ح 8. (3) انظر: فرائد السمطين 1 / 41 ح 5.