لأنّـا(1) لا نعلم إنساناً معيّناً موصوفاً بوصف العصمة "(2). وفـيـه: إنّه يمكن معرفته، فيجب البحث عنه مقدّمةً لاتّباعه، وقد أوضح الله سبحانه السبيل إلى معرفته بقيام الأدلّة الكثيرة الواضحة، ولم يجهلها إلاّ معاند، كما عرفت(3) ويأتي. ثمّ إنّ ابن تيميّة قد سرد هنا من الخرافات والأغاليط ما يقبح بكلّ أحد نقله والتعرّض لردّه، ولا أدري كيف يفوه بها وهو قد صوّر نفسه بصورة الفضلاء، وقرن نفسه بالعلماء(4)؟! واعلم أنّ الفضل لم يتعرّض للجواب عن قوله تعالى: (واركعوا مع الراكعين)(5)، ولا يبعد أنّه اكتفى عنه بما ذكره في أخواته من أنّه إنْ صحّ لا يدلّ على النصّ.. وفـيـه: إنّ الآية لمّا ساوت بين النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ في الأمر باتّباعهما، فقد دلّت على أنّ عليّـاً بمنزلة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في وجوب اتّباعه، فيكون أفضل من غيره، ويكون هو الإمام. على أنّ الآية لمّا عبّرت عن وجوب اتّباعهما بإيجاب الركوع مع الراكعين، فقد دلّت على أنّهما أسبق من غيرهما في العبادة لله تعالى، كما تقتضيه التبعيّة، وصرّحت به الرواية.. فإنّها ـ كما ذكرها المصنّف (رحمه الله) في " منهاج الكرامة " ـ هكذا من طريق أبي نعيم، عن ابن عبّـاس: " أنّها نزلت في رسول الله وعليّ خاصّة، وهما
(1) في المصدر: لكـنّا. (2) تفسير الفخر الرازي 16 / 227. (3) راجع الجزء الرابع / مبحث الإمامة. (4) انظر: منهاج السُـنّة 7 / 266 ـ 273. (5) سورة البقرة 2: 43.