الجنّـة، مسـتحقّين للبشارة بها على لسان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).. وكاتّفاق جلّ المهاجرين والأنصار على خلع عثمان، والحُكم بأنّه أتى من المحرّمات ما يستحقّ به العزل، فإنّه يمتنع مع ما زعمه أهل السُـنّة من عدالة الصحابة جميعاً أن يفعلوا ذلك بمن بشّره النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجنّة.. وكعدم احتجاج عثمان به يوم الدار.. .. إلى غير ذلك من القرائن على كذبـه. وكيف كان! فإذا كانت بشارة الآية والرواية لأمير المؤمنين (عليه السلام) دليلا على عصمته أو ثبوت تلك المَلَكَة له، كان هو الأفضل والإمام ; لأنّ أوّل الخلفاء الثلاثة ـ وهو أعظمهم ـ لم يكن كذلك، فضلا عن صاحبيه ; لأنّه كما قال في خطبته عن نفسه: " أطيعوني ما أطعتُ اللهَ ورسولَه، فإذا عصيـت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، ألا وإنّ لي شيطاناً يعتريني، فإذا أتاني فاجتنبوني لا أُؤثّر في أشعاركم وأبشاركم "(1). ولا أدري كيف يبشّر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجنّة من كان كذلك، ويؤمنه من النار حتّى يكون ذلك سبباً لأن تهون عليه المعصية وظلم الأُمّة؟! والكلام في عمر وعثمان أعظم! (1) الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 159، الإمامة والسياسة 1 / 34، تاريخ الطبري 2 / 244 ـ 245، تاريخ دمشق 30 / 303 و 304، صفة الصفوة 1 / 110، شرح نهج البلاغة 6 / 20، البداية والنهاية 5 / 188 و 189، مجمع الزوائد 5 / 183 ـ 184، تاريخ الخلفاء: 84.