وكيف لا؟! وقد روى الروايات الكثيرة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) المتعلّقة بالأُمور الخفـيّة وهو صبيّ! فكيف لا يحسن أن يروي وهو ابن أربع سنين ما شاهده من الأمر الغريب، الذي يلتفت إليه سائر الصبيان؟! وأمّا أنس، فيمكن أن يكون جاء بصحبة أحد إلى مكّة قبل الهجرة بسـنة فشاهد ما شاهد. وأمّا ما زعمه الفضل وابن تيميّة، من أنّ سورة النجم نزلت في أوائل البعثة(1)، فممنـوع.. نعم، قيل: إنّها مكّـيّة(2)، وهو لا يقتضي ما زعماه. وقد ذكر ابن تيميّة هنا ما لا يستحقّ الجواب(3)، وإن تكلّفنا بردّ بعضه في طيّ الكلام الآتي. وأمّا ما زعمه الفضل من الركاكة في نسبة الغواية إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)وربط الآية بها.. ففيـه: إنّ الكافرين والمنافقين إذا لم ينسبوا الغواية له في حبّ عليّ، فمن ينسبها إليه؟! وليسـت هي بأعظم من نسـبة الهجر له. كما إنّ تلك النسبة ليست بغريبة من بني هاشم، فإنّهم ليسوا بأعظم من أولاد يعقوب الّذين صاروا بزعم القوم أنبياء، وقد نسبوا إلى أبيهم الضلال في حبّ يوسف (عليه السلام). (1) منهاج السُنّة 7 / 66. (2) تفسير البغوي 4 / 223، تفسير الفخر الرازي 28 / 278، البحر المحيط 8 / 153، الدرّ المنثور 7 / 639، روح المعاني 27 / 68. (3) انظر: منهاج السُـنّة 7 / 67.