وغيرَ العبّـاس وأبي سفيان والحكم(1)، كما رواه القوم، وستعرفه إنّ شاء الله تعالى. اللّهمّ إلاّ أنْ يُدّعى علمه بإيمان الوليد بعد فسقه، وهو باطل ; فإنّ الله سـبحانه لا يفضح على طول الدهر من يعلم بحسن عاقبته. بل الآيات صريحة بأنّ الوليد مستمرّ على تكذيبه، وأنّه من أهل النـار.. قال السيوطي في " الدرّ المنثور " أخرج ابن إسحاق، وابن جرير عن عطاء بن يسار قال: " نزلت بالمدينة في عليّ، والوليد بن عُقبة، كان بين الوليد وبين عليّ كلام.. فقال الوليد: أنا أبسط منك لساناً، وأحدُّ منك سناناً، وأردّ منك للكتيبة. فقال عليٌّ: أُسكت! فإنّك فاسق ; فأنزل تعالى: (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يسـتوون)(2)(3).. الآيات كلّها. ويعني بالآيات قوله تعالى: (أمّا الّذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنّات المأوى نُزلا بما
(1) هو: الحكم بن أبي العاص بن أُميّة الأُموي، عمّ عثمان بن عفّان، أسلم بعد الفتح، وقد طرده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الطائف ; لأنّه كان يفشي أسرار الرسول، ويحاكيه في حركاته، وهو الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ويل لأُمّتي ممّا في صلب هذا " ; أعاده عثمان إلى المدينة وآواه ووصله بمئة ألف، إلى أن توفّي بها على عهده. انظر: الاستيعاب 1 / 359 رقم 529، الجرح والتعديل 3 / 120 رقم 555، الإصابة 2 / 104 1783، سير أعلام النبلاء 2 / 107 رقم 14. (2) سورة السجدة 32: 18. (3) الدرّ المنثور 6 / 553، وانظر: تفسـير الطري 10 / 245 ح 28262.