الصادق (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)(1). وهو دالٌّ على إمامته ; لأنّ مقتضى مفهوم وصف الرجال بأنّهم صدقوا، أنّ غيرهم لم يعاهد الله سبحانه أو لم يصدق العهد ; فهُم خواصّ المؤمنين وخيرتُهم ; لانفرادهم بهذه الفضيلة الكاشفة عن زيادة المعرفة والتفاني في ذات الله تعالى. ولا شكّ أنّ عليّـاً (عليه السلام) خاصّة الخاصّة، فيكون أحقَّ الناس بالإمامة ; لأفضلـيّته، ولا سيّما أنّ صدق العهد في وقته بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مختصٌّ به، فلا يصلح للإمامـة سواه. وأمّا ما زعمه من نزول الآية في قتلى أُحد، فيبطله أنّه سبحانه قسّم صادقي العهد إلى مَن قضى نحبه ومَن ينتظر، فلا يختصّ بالقتلى. اللّهمّ إلاّ أنّ يريد نزولها في بعض قتلى أُحد وبعض الأحياء، فهو مُسلّم، وهو الذي نقوله، وبيّنته الرواية السابقة، وقال به صاحب " الكشّاف "، لكنّه عدّ جماعة زعم أنّهم من صادقي العهد، حمله على ذِكرهم حسنُ الظنّ بهم(2) ; ونحن لا نعترف لهم بذلك. (1) ينابيع المودّة 1 / 285 ح 10 وانظر: ج 2 / 421 ح 162. (2) الكشّاف 3 / 256.