فلا شكّ في الخسران.. وإن كانت مشغولة في المباحات، فالخسران أيضاً حاصل ; لأنّه كما ذهب لم يبق منه أثر، مع أنّه كان مُتمكّناً من أن يعمل فيه عملا يبقى أثره دائماً.. وإن كانت مشغولة في الطاعات، فلا طاعة إلاّ ويمكن الإتيان بها أو بغيرها على وجه أحسن من ذلك ; لأنّ مراتب الخضوع والخشوع غير متناهية، فإنّ مراتب جلال الله وقهره غير متناهية، وكلّما كان علم الإنسان بها أكثر كان خوفه منه تعالى أكثر، فكان تعظيمه عند الإتيان بالطاعات أتمّ وأكمل، وترك الأعلى والاقتصار بالأدنى نوعُ خسران "(1). وحينـئذ: فعلى الاحتمالين يكون اسـتثناء عليّ وسلمان دليلا على فضلهما على من سواهما، وعصمتهما دون غيرهما من الأُمّة، ولا ريب أنّ عليّـاً (عليه السلام) أفضل من سلمان، فيتعيّن للإمامـة. (1) تفسير الفخر الرازي 32 / 88 ـ 89.