ويؤيّده أيضاً ما رواه الترمذي وحسّنه، وابن عبـد البرّ في " الاستيعاب "، وغيرهما، أنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ـ كما في لفـظ الترمـذي ـ: "إنّ الله أمرني بحبّ أربعة، وأخبرني أنّه يحبّهم. قيل: يا رسول الله! سَـمّهم لنا. قال: عليٌّ منهم ـ يقول ذلك ثلاثاً ـ، وأبو ذرّ، والمقداد، وسـلمان "(1). فإذا كان عليٌّ وسلمان سابقَي الأُمّة في صالح الأعمال ومعصومَيها، ولا شكّ أنّ عليّـاً أعظم من سلمان في الوصفين، فقد تعيّن للإمامة، وتعيّـنت له(2). (1) سنن الترمذي 5 / 594 ح 3718، الاستيعاب 2 / 636 رقم 1014 و ج 4 / 1482 رقم 2561. وانظر كذلك: مسند أحمد 5 / 351 و 356، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ 2 / 857 ح 1176، المستدرك على الصحيحين 3 / 141 ح 4649، حلية الأولياء 1 / 172 رقم 28 و ص 190 رقم 34. (2) ولا ريب أنّ أمير المؤمنين أحبّ الأربعة إلى الله كما يدلّ عليه الحديث الأخير، وأفضلهم عملا بمقدار فضله عليهم ; فيكون هو الإمام. وأمّا ما نقله السيوطي في " الدرّ المنثور " [ 4 / 269 ]، عن ابن مردويه، عن ابن عبّـاس، (والسابقون الأوّلون من المهاجرين)، قال: " أبو بكر، وعمر، وعليّ، وسلمان، وعمّار ".. فمكذوب عندنا، وغير حجّة علينا [ حتّى ] لو صحّ سـنده عندهم، بل هو كذب عندهم ; لأنّـه لم يذكر عثمان، وهو من السابقين الأوّلين عندهم، كما أنّ عمر لم يكن من السابقين في الإسلام وبالإجماع! منـه (قدس سره). نـقـول: وحتّى أبو بكر لم يكن من السابقين في الإسلام، فقد أسلم قبله أكثر من خمسـين!! انظر: تاريخ الطبري 1 / 540.