ويؤيّـد دلالتها عليها ما رواه الحاكم في " المستدرك "(1) وصحّحه، عن عمّار [ بن ياسر (رضي الله عنه) ]، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعليّ: " طوبى لمن أحبّك وصدّق فيك، وويل لمن أبغضك وكـذّب فيـك " ; لأنّ المراد ـ ظاهراً ـ هو التصديـق والتكذيب بإمامته، أو فضله الموجب لهـا. وما نقله في " كنز العمّال "(2)، عن الطبراني، عن ابن عبّـاس، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليّ (عليه السلام): " ألا مَن أحبّك حُفّ بالأمن والإيمان، ومَن أبغضك أماته الله ميتة الجاهلية ". ونقل بعده بقليل عن الطبراني، عن ابن عمر، مثل ذلك(3). فإنّ الإيمان إنّما يتمّ بالإقرار بالإمام الحقّ المستلزم لحبّه ; لِما سبق من أنّ الإمامة أصل من أُصول الدين، كما أنّ ميتة الجاهلية إنّما هي بالإخلال بهذا الأصل الناشئ من البغض عادة(4). ويؤيّد المطلوب أيضاً ما دلّ على الملازمة بين حبّ عليّ وحبّ الله ورسوله، والتلازم بين بغضه وبغضهم ; كالذي نقله في " الكنز " أيضاً عن الطبراني وابن عسـاكر، عن عمّـار، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّـه قال: " من أحبّـه ـ يعني عليّـاً ـ فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ الله تعالى، ومن
(1) ص 135 من الجزء الثالث [ 3 / 145 ح 4657 ]. منـه (قدس سره). (2) ص 154 من الجزء السادس [ 11 / 607 ح 32935 ]. منـه (قدس سره). وانظر: المعجم الكبير 11 / 62 ـ 63 ح 11092، المعجم الأوسط 8 / 73 ـ 74 ح 7894. (3) كنز العمّال 11 / 610 ح 32955، وانظر: المعجم الكبير 12 / 321 ح 13549. (4) راجع ج 4 / 204 وما بعدها.