انتهى كلام الرازي(1). وأقـول: الكلام معه في هذه الآية الكريمة إنّما هو بالنظر إلى ما يُستفاد من ظاهرها، بلا نظر إلى ما ورد في تفسيرها، فإنّها ـ عليه ـ نازلة في أمير المؤمنين (عليه السلام) كما عرفته في رواياتهم، أو في الحجّة المنتظر، كما ورد في أخبارنا(2)، ويمكن الجمع بين الأخبار بإرادة الاسـتخلاف لهما معاً. وعليه: فبالنظر إلى ظاهرها يرِد على كلامه أُمور: الأوّل: إنّ قوله: " إنّ المراد بهذا الوعد بعد الرسول هؤلاء ; لأنّ استخلاف غيره لا يكون إلاّ بعده... " إلى آخره.. غير متّجه ; لأنّ المراد بقوله تعالى: (ليستخلفنّهم) بحسب ظاهره هو الاستخلاف عمّن قبلهم من الأُمم لا عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيمكن أن يُراد اسـتخلاف المؤمنين، وتمكينهم من الدين وتبديل خوفهم أمناً في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم). ولو سُلّم أنّ المراد الاستخلاف عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلا يتّجه حمله على الاستخلاف في أيّام الثلاثة ; إذ لم يحصل لهم التمكين من الدين الذي ارتضاه الله تعالى وأكمله ; لجهلهم بكثيـر منه. بل قد يقال: إنّ ظاهر الآية لا يلائم الحمل على الاستخلاف في أيّام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي أيّام الثلاثة وأيّام أمير المؤمنين (عليه السلام) ; لظهور الآية في
(1) تفسير الفخر الرازي 24 / 26 و 27. (2) الغَيبة ـ للنعماني ـ: 160، الغَيبة ـ للطوسي ـ: 177 ح 133، مجمع البيان 7 / 238.