بنزولها في الأنصار(1)، وقيل بأبي بكر(2). ولم يروِ أحدٌ التفسيرَ بهذين القولين الأخيرين عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، واختار أوّلهما السُّـدِّي، كما ذكره الرازي، بحجّة أنّ الأنصار هم الّذين نصروا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(3). وفيـه: إنّ المراد بالآية: النصرةُ في المستقبل، وهي لم تختصّ بالأنصار، بل لم تختصّ بهم في أوّل الأمر ; لمشاركة المهاجرين لهم في النصـرة. وأمّا من زعم نزولها بأبي بكر، فبحجّة أنّه حارب المرتدّين، وسـتعرف ما فيه.. والحقّ أنّها نازلة بأمير المؤمنين(4) ; لأُمور: الأوّل: ورود رواية الفريقين به ; فقد عرفت رواية الثعلبي له، ولكنّ ابن تيميّة أنكرها(5)، ولم يحضرني " تفسير الثعلبي " حتّى أُظهر بطلان إنكاره، إذ لا شكّ أنّ المصنّف (رحمه الله) لا يتعمّد الكذب بخلاف ابن تيميّة ; فإنّا سبرنا أحوالهما، وعرفنا صحّة نقل المصنّف دونه، كما سـتعرف. ويؤيّد صحّة رواية الثعلبي ما ورد عن أمير المؤمنين، أنّه قال يوم
(1) تفسير السدّي: 231، تفسير الطبري 4 / 625 ح 12205، تفسير الثعلبي 4 / 79، تفسير الفخر الرازي 12 / 22. (2) تفسير الطبري 4 / 623 ح 12184 ـ 12191، تفسير الثعلبي 4 / 78، تفسـير الفخر الرازي 12 / 23. (3) تفسير الفخر الرازي 12 / 22، وانظر: تفسير السدّي: 231. (4) انظر: تفسير الفخر الرازي 12 / 25. (5) انظر: منهاج السُـنّة 7 / 213.