باعتبارها، وإنْ لم تصحّ أسانيدها، فقد سمعت من تعرّض لها(1). ومرّ في الآية الثالثة عشرة ما هو بمعناها، وهو كثير من الأخبار القائلة: إنّ سُبّاق الأُمم ثلاثة(2)، فلا وجه للتشكيك بها. ويشير إلى هذه الرواياتِ الأخبارُ المصرّحة بأنّ الصدّيق الأكبر هو أمير المؤمنين (عليه السلام) ; كرواية الحاكم في " المستدرك "(3)، عن عبّاد بن عبـد الله الأسدي، عن عليّ (عليه السلام)، قال: " إنّي عبـد الله، وأخو رسوله، وأنـا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب... " الحديث. ثمّ قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وتعقّبه الذهبي بقوله: " [ كذا قال ]، ليس هو على شرطِ واحد منهما، بل ولا [ هو ] بصحيح، بل حديث باطل، فتدبّره. وعبّاد، قال ابن المديني: ضعيـف ". وفـيـه: إنّه لا اعتبار بتضعيف ابن المديني له مع توثيق غيره له، كالحـاكم(4)، ولو التـفـتنا إلى هـذه التـضعيفات لم يصـحّ لهـم حـديث، ولا أدري ما الذي أنكره الذهبي من الحديث حتّى حكم ببطلانه مع شواهد صحّـته الكـثيـرة؟! (1) انظر: ج 1 / 7 ـ 25 من هذا الكتاب. وراجـع: تشـييد المراجَعات وتفنيد المكابرات: 24 ـ 30، الحلقة 16، المنشورة في مجلّة " تراثنا "، العدد 61، السـنة 16، المحرّم 1421 هـ ; فقد صحّح السيّد عليّ الحسـيني الميلاني ـ حفظه الله ـ في الصفحات المشار إليها من مبحث الآية الكريمة: (أُولئك هم الصدّيقون) بعض أسانيد الحديث، وأثبت اعتبارها على ضوء كلمات علماء الجرح والتعديل من الجمهور. (2) انظر الصفحة 18 وما بعدها من هذا الجزء. (3) ص 112 من الجزء الثالث [ 3 / 120 ـ 121 ح 4584 ]. منـه (قدس سره). (4) وانظر: الثقات ـ لابن حبّـان ـ 5 / 141.