العاملي الوجيزة حبل المتين الرسالة الارشية مشرق الشمسين رسالة الكر العروة الوثقى
انتشارات بصيرتي قم خيابان ارم شاب مهر قم
اللعن على أعدائهم إلى يوم لقائه و بعد بشري لفقهاء الامصار و فضلاء الديار فقد طلع
شارق مشرق الشميسن عن مغربه و أنار و وقع عروة الحبل المتين في موقعه و دار
فاستضيئوا و اعتصموا بما فيهما من مجامع أنوار الآيات و الاخبار و عمد مباني
الاحكام باطنانها على وجه الاختصار و لا يحتاج مصنفات رأس العرفاء و الموحدين و تاج
الفقهاء و المجتهدين و شيخ الرواة و المحدثين و استاد الفضلاء و المتبحرين و ذخر
الحكماء و المتكلمين و فخر الادباء و الرياضيين الشيخ بهاء الملة و الدين قوى الله
اجنحة لا هوتيته في اعلا عليين إلى التوصيف و الظهار فان مزاياها كنار على منار و
قد انطبع كثير منها
و نفع و بقي ما هو اتم و أنفع سيما الكتابين المشار إليهما في
البين فان فيهما فوائد طريقة في مقام الاستنباط و عوائد ظريفة في فهم الاخبار و رفع
الاخلاط فطبعا هذا الطبع و ضم إليهما من مصنفاته الفائقة ما يتلو بهما في النفع
فاشتمل هذا الكتاب المبارك على هذه الكتب و الرسائل الوجيزة في الدراية ثم كتاب
الحبل المتين ثم الرسالة الارثية ثم كتاب مشرق الشمسين ثم الرسالتان الكريتان ثم
رساله العروة الوثقى و لعمري انها من أحسن الوسائل لتنقيح الاحكام بالدلائل و لقد
أظهر انار الله برهانه في الايجاز الاعجاز و كأنه امد ع الالفاظ و أودع في قليلها
كثير المعاني من تعقيد و لا الغاز و مع ذلك ففيها نكات جامعة و دقائق نافعة من أعظم
أسباب الاستنباط و الاجتهاد و اتم ما يستكمل القوة بتجوال الفكر في ميدان بياناته و
يزداد ؟ فان صفاء ذهنه الوقاد و حلاء فكره النقاد و استظهاراته التاسيسية المستقيمة
(3)
ان يبين أو يعاد ثم انه قد اتعب بعض اغصان الفقاهة و افنان النباسة و الدوحة
العلوية و الشجرة المحمدية صلى الله عليه و آله من افاضل العصر و اكارم الدهر نفسه
الشريفة اشد الاتعاب في تصحيح هذا الكتاب و انهائه إلى الصواب سيما في مقابلة ما
فيها من الاخبار فجد في تحصيل نسخ الكافي و الفقيه و التهذيب و الاستبصار و حصل
نسخة مصححة شهد على صحتها و مقابلتها جماعة من فحول العلماء الاخيار و وشحوها
بخطوطهم الشريفة و خواتيمهم المنيفة المنجلي منها الاعتبار سيما كتاب التهذيب فانه
كان في مواضع منه خطوط فحل الفحول التقي المجلسي قدس الله سره القدسي الذي مجدد
مذهب الشيعة
على الوجه الاتم و محي الشريعة في العالم محمد باقر المجلسي جزاه الله
عن أهل الاديان ؟ خير الجزاء بالفيض القدوسي حسنة من حسناته آية مباركة من آياته
مشتملة على فوائد و تحقيقات سوى ما شهد به من التصحيحات و مع ما قوبل باستمداد
الافاضل الاتقياء و الاكارم الاجلاء بالدقة التامة مع نسخ الكتابين لو حظ النسخ
المشار إليها التي هي الاصول المسلمة عن المين و أشير إلى اختلاف النسخ و إلى ما
ليس في الكتب الاربعة و على ما فيها بهذه الرموز الكافية و الاشارات الوافية رموزها
المعروفة في للكافي و النهاية للفقيه و يب للتهذيب وصا للاستبصار و فيما لم يوجد في
الكافي و التهذيب في لا و يب لا و في اختلاف النسخ في خ و النهاية خ و يب خ وصا خ و
بعد التأمل و التطبيق و عند الملاحظة و التعميق يظهر انها اصح من نسخة الاصل و ان
هذا و هو القول الفصل و ليس بالهزل و الحمد لله على عظيم الفضل و الصلوة على محمد و
آله ه .
كالمقدمة لحبل المتين لجمال الملة بهاء الدين عامله الله بلطف يوم الدين بسم الله
الرحمن الرحيم الحمد لله على نعمائه المتواترة و آلائه المستفيضة ( المسفضاة ) و
الصلوة على اشرف أهل الدنيا و الاخرة محمد و عترة الطاهرين ( الطاهرة ) فهذه رسالة
غزيرة موسومة بالوجيزة تتضمن خلاصة علم الدراية و تشتمل على زبدة ما يحتاج اليه أهل
الرواية جعلتها كالمقدمة لكتاب حبل المتين و على الله اتوكل و به استعين اما
المقدمة علم الدراية يبحث فيه عن سند الحديث و متنه و كيفية تخله و آداب نقله و
الحديث كلام يحكي قول المعصوم أو فعله أو تقريره و إطلاقه عندنا على ما ورد عن
المعصوم تجوز و كذلك الاثر
و الخبر يطلق تارة على ما ورد عن المعصوم من الصحابي و
التابعين و نحوهما ( غيرهما ) و اخرى على مايرادف الحديث و هو الاكثر و تعريفه
حينئذ بكلام يكون لنسبته خارج في احد الازمنة يعم التعريف للخبر المقابل الانشاء لا
المرادف للحديث كما ظن لانتقاضه طردا بنحو زيد إنسان و عكسا بنحو قوله ص صلوا كما
رأيتموني أصلي فبين الخبرين عموم من وجه أللهم الا ان يجعل قول الراوي قال النبي
صلى الله عليه و آله مثلا جزء منه ليتم العكس و يضاف إلى التعريف قولنا يحكى ليتم
الطرد و عنه مندوحة ثم اختلال عكس التعريفين بالحديث المسموع من المعصوم ( ع ) قبل
نقله عنه ظاهر و التزام عدم كونه حديثا تعسف و لو قيل الحديث قول المعصوم أو حكاية
قوله أو فعله أو تقريره لم يكن بعيدا و اما نفس الفعل و التقرير فيطلق عليهما اسم
السنة لا الحديث فهي اعم منه مطلقا و من الحديث ما يسمى حديثا قدسيا و هو ما يحكى
كلامه تعالى متحدي بشيء منه نحو قال الله تعالى الصوم لي و انا اجزي عليه الفصل
الاول ما يتقوم به الحديث متنه و سلسلة رواته إلى المعصوم سنده فان بلغت سلاسله في
كل طبقة حدا يؤمن معه تواطئهم على فمتواتر و يرسم بانه خبر جماعة يفيد بنفسه القطع
بصدقه و الا فخبر احاد و لا يفيد بنفسه الا ظنا فان نقله في كل مرتبة ازيد من ثلاثة
فمستفيض أو انفرد به واحد من أحدها فغريب و ان علمت سلسلة بأجمعها فمسند أو سقط من
أولها واحد فصاعدا فمعلق أو من آخرها كذلك أو كلها فمرسل أو من وسطها واحد فمنقطع
أو أكثر فمفصل و المروي بتكرير لفظ عن فمعنعن و مطوى ذكر المعصوم
(5)
كالاسم و الاولية و المصافحة و التلقيم و نحو ذلك سلسل و مخالف المشهور شاذ ثم
سلسلة المسند اما اماميون ممدوحون بالتعديل فصحيح و ان شذ أو بدونه كلا أو بعضا مع
تعديل البقية فحسن أو مسكوت عن مدحهم و ذمهم كذلك فقوي و اما الاماميين كلا أو بعضا
مع تعديل الكل فموثق و يسمى قويا ايضا و ما عدا هذه الاربعة ضعيف فان اشتهر العمل
بمضمونه فمقبول و قد يطلق الضعيف على القوي بمعنييه و قد يخص بالمشتمل على جرح أو
تعليق ا و انقطاع أو اعضال أو إرسال و قد يعلم من حال مرسله عدم الارسال من الثقة
فينتظم حينئذ في سلك الصحاح كمراسيل محمد بن ابي عمير و روايته احيانا عن الثقة لا
يقدح في ذلك كما يظن لانهم ذكروا انه لا يرسل الا عن ثقة لا انه لا يروي الا عن ثقة
الفصل الثاني الصدق في المتواترات مقطوع و المنازع مكابر و في الاحاد الصحاح مظنون
و
قد عمل بها المتأخرون وردها المرتضى و ابن زهرة و ابن البراج و ابن إدريس و أكثر
قدمائنا و مضمار البحث من الجانبين وسيع و لعل كلام المتأخرين عند التأمل اقرب و
الشيخ على ان المتواتر ان اعتضد بقرينة الحق بالمتواتر في إيجاب العلم و وجوب العمل
و الا فيسميه خبر احاد و يجيز العمل به تارة و يمنعه اخرى على تفصيل ذكره في
الاستبصار و طعنه في التهذيب في بعض الاحاديث بانها اخبار احاد مبني على ذلك فتشنيع
بعض المتأخرين عليه بان جميع أحاديث التهذيب احاد لا وجه له و الحسان كالصحاح عند
بعض و يشترط الانجبار باشتهار عمل الاصحاب بها عند آخرين كما في الموثقات و غيرها و
قد شاع العمل بالضعاف في السنن و ان اشتهر ضعفها
و لم ينجبر و الايراد بان إثبات
احد الاحكام الخمسة بما هذا حاله مخالف لما ثبت في محله مشهور و العامة مضطربون في
التفصي عن ذلك و اما نحن معاشر الخاصة فالعمل عندنا ليس بها في الحقيقة بل بحسنة من
سمع شيئا من الثواب و هي ما تفردنا بروايته و قد بسطنا فيها الكلام في شرح الحديث
الحادي و الثلثين من كتاب الاربعين الفصل الثالث الحديث ان اشتمل على علة خفية في
متنه أو سنده فمعلل و ان اختلط به كلام الراوي فتوهم انه منه و نقل مختلفي الاسناد
أو المتن بواحد فمدرج أو اوهم السماع ممن لم يسمع منه أو تعدد شيخه بإيراد ما لم
يشتهر من ألقابه مثلا فمدبراو بدل بعض الرواة أو كل السند بغيره سهوا أو للرواج أو
الكساد فمقلوب أو صحف في السند أو المتن فمصحف
و الراوي ان وافق في اسمه و اسم ابيه
لفظا فهو المتفق و المفترق أو خطأ فقط المؤتلف و المختلف في اسمه فقط و الابوان
مؤتلفان فهو المتشابة و ان وافق المروي عنه في السن أو في الاخذ عن الشيخ فرواية
الاقران أو يقدم عليه في أحدهما فرواية الاكابر عن الاصاغر الفصل الرابع يثبت تعديل
الراوي و جرحه بقول واحد عدل عند الاكثر و لو اجتمع الجارح و المعدل فالمشهور تقديم
الجارح و الاولى التعويل على ما يثمر غلبة الظن كالأَكثر عددا و ورعا و ممارسة و
ألفاظ التعديل ثقة حجة عين و ما ادى مؤداها و اما متقن حافظ ضابط صدوق مشكور مستقيم
زاهد قريب الامر نحو ذلك فيفيد المدح المطلق و الفاظ الجرح ضعيف مضطرب غال مرتفع
القول متهم ساقط ليس بشيء كذوب وضاع و ما شاكلها دون يروى عن الضعفاء لا يبالي عمن
اخذ يعتمد المراسيل و اما نحو يعرف حديثه و ينكر ليس بنقي
بعد صلاح أو بالعكس لا تعتبر حتى يعلم أو يظن صلاحه وقت الاداء اما وقت التحمل فلا
الفصل الخامس أنحاء تحمل الحديث سبعة أولها السماع من الشيخ و هو اعلاها فيقول
المتحمل سمعت فلانا أو حدثنا أو اخبرنا أو نبانا ثانيها القراءة عليه و يسمى العرض
و شرطه حفظ الشيخ أو كون الاصل الصحيح بيده أو يد ثقة فيقول قرأت عليه فأقر به و
يجوز احدى تلك العبارات مقيدة بقراءة عليه على قول و مطلقة مطلقا على آخر و في
الاولى على ثالث و في حكم القراءة عليه السماع حال قراءة الغير فيقول قرئ عليه و
انا اسمع منه فأقر به أو احدى تلك العبارات و الخلاف في اطلاقها و تقييدها كما
عرفت
ثالثها الاجازة و الاكثر على قبولها و يجوز مشافهة و كتابة و لغير المميز و هي اما
المعين بمعين أو غيره أو لغيره به أو بغيره و اول هذه الاربعة اعلاها بل منع بعضهم
ما عداها و يقول اجازني رواية كذا أو احدى تلك العبارات مقيدة و المقيدة بإجازة على
قول رابعها المناولة بان يناوله الشيخ اصله و يقول هذا سماعي مقتصرا عليه من دون
اجرتك و نحوه و فيها خلاف و قبولها بعيد مع قيام القرينة على قصد الاجازة فيقول
حدثنا مناوله و ما أشبه ذلك اما المقرنة بها لفظا فهي اعلى أنواعها خامسها الكتابة
بان يكتب له مروية بخطه أو يأمر بها له فيقول كتب إلى أو حدثنا مكاتبة على قول
سادسها الاعلام بان يعلمه ان هذا مروية مقتصرا عليه من دون مناولة و لا اجازة و
الكلام في هذا و سابقه كالمناولة فيقول اعلمناه و نحوه سابعها الوجادة بان يجد
المروي مكتوبا من اتصال على احد الانحاء السابقة فيقول وجدت بخط فلان أو في كتاب
أخبرني فلان انه
خط فلان ففي العمل بها قولان اما الرواية بها فلا الفصل السادس
اداب كتابة الحديث تبيين الخط و عدم ادماج بعضه في بعض و اعراب ما يخفى وجهه و عدم
الاخلال بالصلوة و السلام بعد اسم النبي صلى الله عليه و آله و الائمة صلوات الله و
سلامه عليهم و تصريحا من رمز و يكتب عند تحويل السند جاء بين المحول و المحول اليه
و إذا كان المستتر في قال أو يقول عائدا إلى المعصوم ( ع ) فليمد اللام و ليفصل بين
الحديثين بدائرة صغيرة من لون الاصل و ان وقع سقط فان كان يسيرا كتب على سمت السطر
أو كثيرا فعلى اعلى الصفحة يمينا أو يسارا ان كان سطرا واحدا و إلى أسفلها يمينا و
أعلاها يسارا ان كان أكثر و الزيادة اليسيرة تنفي بالحل مع امن الخرق و بدونه
بالضرب عليها ضربا ظاهرا لا بكتابة لا أو حرف الزاء على أولها و إلى في خرها فانه
ربما يخفى على الناسخ و إذا وقع تكرار فالثاني احق بالحك أو الضرب الا ان يكون ابين
خطا
أو في أول السطر خاتمة جميع أحاديثنا الا ما ندر ينتهي إلى أئمتنا الاثني عشر
سلام الله عليهم أجمعين و هم ينتهون فيها إلى النبي صلى الله عليه و آله فان علومهم
مقتبسة من تلك المشكاة و ما تضمنه كتب الخاصة رضوان الله عليهم من الاحاديث المروية
عنهم ( ع ) يزيد على ما في الصحاح ألست للعامة بكثير كما يظهر لمن تتبع أحاديث
الفريقين و قد روى راو واحد و هو ابان بن تغلب عن امام واحد اعني الامام ابا عبد
الله جعفر بن محمد الصادق ( ع ) ثلاثين ألف حديث كما ذكره علماء الرجال و كان قد
جمع قدماء محدثينا رضي الله عنهم ما وصل إليهم من أحاديث أئمتنا سلام الله عليهم في
أربعمائة كتاب يسمى الاصول ثم تصدى جماعة من المتأخرين شكر الله سعيهم لجمع تلك
الكتب و ترتيبها تقليلا للانتشار و تسهيلا